
كشف مقال للصحفي أسامه عبدالماجد تفاصيل عن مدير بنك السودان المركزي أمنة ميرغني، التي تم تعيينها من قبل رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح عبدالرحمن البرهان، خلفا لدكتور برعي الصديق الذي تمت إقالته.
وقال أسامة إن تعيين أمنة تم دون إخضاعه لفحص دقيق أو مشاورات واسعة على نحو يشبه ما حدث في التعيين غير الموفق لنائب المحافظ المقال الذي أُعفي من منصبه بعد نحو ثلاثة أشهر فقط من تعيينه في سابقة نادرة في تاريخ الجهاز المصرفي السوداني.
وبحسب المعلومات التي أوردها المقال أن أمنة كانت تشغل منصب مديرة مطبعة العملة عندما اندلع تمرد المليشيا بقيادة أولاد دقلو ورغم حساسية الموقع وخطورته في مثل هذه الظروف لم تتخذ خطوات فاعلة لحماية المنشأة أو تأمين الأصول المالية.
وأكد أن أمنة اختارت البقاء في دولة الإمارات لولا تدخل اثنين من كوادر المطبعة الوطنيين كادت الدولة أن تواجه انهياراً شاملاً بعد أن سيطرت الميليشيا على البنوك ونهبت الأموال، واستولت على المطبعة بكل ما فيها من عملات جاهزة وغير جاهزة للتداول.
ونوه إلى أن أمنة رغم الأمان في بورتسودان ظلت في مأمن بالخليج وكأن الأمر لا يعنيها ولم تكلف نفسها ان تكون ضمن الفريق الوطني المدني المقاتل الذي اختار الثغر مقراً لإدارة معركة الخدمة المدنية وفي لحظات مفصلية كان الوطن في حاجه لكل أبنائه.
ولفت المقال إلى أن ما حدث يعزز الشكوك حول لعب أدوار مشبوهة في سياق خطة أوسع لتقويض الاقتصاد الوطني وإعادة إنتاج أزمة السيولة، حيث لم تتعظ القيادة في بورتسودان ولم تنتبه في ذروة الأزمة، عندما كانت تنتظر رأياً فنياً من آمنه حول إمكانية طباعة العملة لإنقاذ الاقتصاد من الانهيار الذي بدأت علاماته في الظهور بوجود شح في السيولة تأخرت آمنة في اتخاذ القرار، وربما كانت تتعمد التلكؤ ما تسبب في إرباك كبير داخل مؤسسات الدولة سيما وان القيادة كانت منشغلة بالمعركة العسكرية واضطر مساعدها “شيال التقيلة” إلى التحرك مجدداً وبسرعة وفي هدوء لضبط الوضع.
وكشف المقال أن شخصية مثيرة للجدل تمكنت من التسلل إلى داخل بنك السودان المركزي وعبر بوابة أمنة وصلت إلى معلومات غاية في الحساسية، وعرفت مفاصل البنك وهذه الشخصية كانت تحظى باهتمام خاص من آمنة، بشكل لافت للنظر، مما أثار تساؤلات لم تتوفر لها إجابات حتى اليوم.
وبحسب المعلومات أن أمنة تدعي حمل شهادة دكتوراة من جامعة أمريكية دون وجود ما يثبت ذلك ولم تقدم آمنة حينها إجابات واضحة حول ملابسات تغلغل تلك الشخصية في المركزي أو مدى مسؤوليتها عن ما حدث ومع ذلك لم تطال آمنه أي إجراءات وكأن جهات ما كانت توفر لها الدعم والحماية حيث لم يُشهر سيف الحسم في وجهها.
وقال أسامة إن حميدتي قد وضع “خطاً أحمر” حول أمنة حين كانت مديرة لمطبعة العملة ولعله لذلك بينما كانت البلاد تحترق بنيران الحرب مكثت آمنة بالخليج وطاب لها المقام حتى بلوغ سن التقاعد ثم انتقلت لمنصب مصرفي بارز في ليبيا.