
وصف الدكتور شبل صهباني، ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان الوضع في مدينة الخرطوم، بأنه “مرافق مدمرة، وأخرى نُهِبت، والخدمات الأساسية شبه غائبة، بما في ذلك الخدمات الصحية”.
وكان صهباني يتحدث للصحفيين في جنيف (الجمعة) عبر الفيديو من بورتسودان بعد عودته من زيارة إلى العاصمة السودانية، حيث قال: “رأيت مدينة مزقها صراع مستمر منذ عامين”.
وأضاف أن العديد من مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات لا تعمل، “إما لأنها نهبت أو دُمرت، أو ببساطة لانعدام الكهرباء أو المياه النظيفة، أو لعدم وجود موارد بشرية، أو إمدادات طبية”.
وأوضح أن تلك الظروف في الخرطوم فضلاً عن حركة النزوح، تساهم في انتشار وباء الكوليرا. وأفاد بتسجيل 20,000 حالة إصابة بالكوليرا في الخرطوم وحدها، و250 وفاة مرتبطة بالمرض، منذ يوليو 2024.
وأضاف: “حتى 11 من يونيو 2025، لدينا 78,500حالة إصابة بالكوليرا، وأكثر من 1800 حالة وفاة مسجلة في 14 ولاية و 98 منطقة”.
وشدد المسؤول الأممي على أن السيطرة على الكوليرا سهلة، كما علاجها، “لكن المشكلة هنا هي أننا بحاجة إلى معالجة مصدر انتشار الكوليرا، بما في ذلك توفير مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وإشراك المجتمع المحلي”.
وقال صهباني إن المنظمة وشركاءها بدأوا حملة تطعيم فموي ضد الكوليرا لمدة عشرة أيام، تستهدف 2.6 مليون شخص، “أعتقد أن هذه أخبار جيدة في خضم هذه الأزمة”.
وأوضح أن هذا يضاف إلى الحملة السابقة التي تم فيها استخدام 115,000 جرعة كانت متاحة في البلاد، مشيرا إلى أن هذه التدخلات ساهمت في تقليل حالات الكوليرا الجديدة، والوفيات الناجمة عن الإصابة بالمرض. وأضاف: “إذا تحدثنا عن الخرطوم، انخفضت الحالات اليومية من 1,500 حالة يومياً إلى 400 حالة، وهو إنجاز جيد”.
ودعا صهباني إلى ضرورة زيادة الاستثمار في الممرات الإنسانية، وإلى وقف إطلاق نار مؤقت، “حتى نتمكن من إطلاق حملات لقاحات متعددة، لنتمكن من استهداف العديد من حالات تفشي الأمراض”. وأضاف أنه لتحقيق ذلك، “نحتاج إلى توفير إمكانية الوصول والتمويل الكافي، ونحتاج إلى توفير اللقاحات”. ودعا المسؤول الأممي كذلك إلى تحقيق السلام، “لأن أفضل دواء هو السلام