ارسل المجلس الأعلى لأهالي وادي حلفا، بالولاية الشمالية، خطابًا إلى رئيس مجلس السيادة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، بشأن قضية السيانيد المستخدم في استخلاص الذهب بالمحلية.
في البدء يسرنا ان نتقدم اليكم بأصدق التهاني وأطيب التبريكات بمناسبة الانتصارات المتتالية التي تحققها قواتنا المسلحة الباسلة على مختلف الجبهات وتتضرع إلى الله تعالي أن يتم هذه الانتصارات بنصر مبين وكامل يختتم معركة الكرامة المجيدة، ويعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع وطننا الحبيب.
وقال إن القضية لا تقل أهمية عن ساحة المعركة، وهي معركة حماية الصحة والبيئة والإنسان السوداني.
وعبر الخطاب عن القلق البالغ إزاء مجربات البلاغ رقم (285) المفتوح بقسم شرطة وادي حلفا والصادر بخصوص موقع معالجة الذهب باستخدام مادة السيانيد شديدة الخطورة والسمية .
ونوه إلى أنه فقد ثبت ومع الأسف وجود مؤشرات على أن هنالك بعض من الاجراءات ذات الطابع السلحفاني في الحركة تحاول التأثير على مجريات التحري وتعطيل العدالة وتأخير من خلال التستر على المتهمين في هذا البلاغ، متجاهلة بكل ازدراء المخاطر الجسيمة التي لا يمكن تداركها لاحقاً.
واكد الخطاب أن الوقاية خير من قنطار علاج ، نود أن تذكركم بتأثيرات مادة السيانيد الوخيمة والتي يدركها الجميع وتشمل على سبيل المثال لا الحصر:
1 الضرر البيني الكارتي تلويت التربة والمصادر المائية الجوفية والسطحية كالآبار والأنهار) لحقب قادمة، مما يؤدي إلى تسمم السلسلة الغذائية وموت النباتات والثروة الحيوانية.
2 الخطر الصحي المميت استنشاق أبخرة السيانيد أو تلوث مياه الشرب به يؤدي إلى أضرار صحية فورية ومزمنة على السكان تبدأ من التسمم الحاد الذي قد يسبب الوفاة، وصولاً إلى أمراض الجهاز العصبي، والكلى، والكبد، والغدد الصماء على المدى الطويل، مع تأثيرات مسرطنة.
3 تهديد الأمن الغذائي: تدمير الأراضي الزراعية والمراعي، مما يقضي على مصادر رزق المزارعين والرعاة وتهدد
الأمن الغذائي للمنطقة بأكملها.
وقال إن السماح باستمرار هذا الخطر تحت أي ذريعة هو مساس بحقوق الأجيال الحالية والقادمة في ظل ما نعيشه في تزايد حالات السرطانات التي تفتك بمعدل 15 بسكان المنطقة حتى ننعم للعيش في بيئة سليمة وآمنة، وهو ما يتناقض مع الجوهر الذي تقاتل من أجله قواتنا الباسلة، وهو حماية الوطن وشعبه. لذا، نناشد سيادتكم – كحماة للوطن والمواطن
اولا: التدخل العاجل والفوري بإصدار توجيهات حاسمة لتفعيل وتنفيذ البلاغ المفتوح دون أي مماطلة أو تأخير.
ثانيا: تكليف لجنة مختصة ومحايدة للتحقيق في محاولات تعطيل اجراءت البلاغ وفضح الجهات المتورطة بكل شفافية. ثالثا:
اتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة ضد أي جهة تتهاون في تطبيق القوانين التي تحمي البيئة والصحة العامة.
ختاما :
ننقل لكم تحيات اهالي وادي حلفا وتمنياتهم لكم باكتمال
النصر والذي لن يكتمل الا بالحفاظ على مقومات الحياة الكريمة لشعبنا. وثقتنا فيكم كبيرة بأن تمنعوا أي ضرر يلحق
بهذا الشعب الصامد، الذي يرفع رايته عالية خفاقة بانتصارات قواتكم الباسلة
واخيرا تمنياتنا متلاحقة أن تتشرف بالجلوس مع سيادتكم بشرح اوفي المجمل قضايانا.
