في قضية تكشف عن واحدة من أطول ملفات التزوير المرتبطة بالجنسية الكويتية، أصدرت محكمة الجنايات حكماً بالسجن المؤبد بحق مواطن سوداني بعد إدانته بتزوير أوراق الجنسية منذ عام 1993، كما قضت بتغريمه مبلغ 480 ألف دينار كويتي، وذلك عقب تحقيقات مطولة انتهت بكشف المستندات الأصلية التي تثبت جنسيته السودانية.
قضت المحكمة بالحبس المؤبد على المتهم السوداني بعد ثبوت تورطه في تزوير الجنسية الكويتية منذ أكثر من ثلاثة عقود، حيث حصل على الجنسية بموجب المادة الثالثة بعد أن ادعى أنه من مجهولي الأبوين. كما شمل الحكم تغريمه 480 ألف دينار كويتي، في خطوة اعتبرتها السلطات القضائية رادعة لمثل هذه القضايا التي تمس الهوية الوطنية.
تشير تفاصيل القضية إلى أن المتهم تمكن من الحصول على الجنسية الكويتية عام 1993، ليتم تعيينه لاحقاً في وزارة الدفاع. إلا أنه فُصل من عمله بسبب انقطاعه عن الخدمة، وغادر الكويت عام 2010 متجهاً إلى السودان. وعلى الرغم من مغادرته، ظل ملفه مفتوحاً لدى الجهات المختصة حتى أعيد التحقيق فيه بشكل موسع خلال السنوات الأخيرة.
أوضحت التحقيقات أن مباحث الجنسية تمكنت من اكتشاف جريمة التزوير التي استمرت منذ عام 1993 حتى عام 2024، حيث تمت مخاطبة الأجهزة المعنية في السودان عبر وزارة الخارجية الكويتية للحصول على المستندات الأصلية الخاصة بالمتهم. وتبين من خلال الوثائق أنه يحمل الجنسية السودانية ويعيش مع أسرته هناك، ما أكد صحة الاتهامات الموجهة إليه.
وبناءً على نتائج التحقيقات، أصدر مجلس الوزراء الكويتي في نوفمبر 2024 قراراً بسحب الجنسية الكويتية من المتهم، ليتم لاحقاً تحويل ملفه إلى القضاء الذي أصدر حكمه النهائي بالحبس المؤبد والغرامة المالية الكبيرة، في قضية اعتُبرت من أبرز ملفات التزوير التي شهدتها البلاد خلال العقود الماضية




