كشفت مصادر عسكرية أن سلاح الجو السوداني نفذ ضربة في عمق جنوب دارفور، وتحديدًا في منطقة ترا لتدريب المرتزقة والذي حوله إلى إلى أطلالٍ تتصاعد منها أعمدة الدخان، وقضى على مئات من جنود الدعم السريع كانوا في المعسكر لحظة استهدافه بغارة وصفت بالدقيقة.
وقال المحلل السياسي محمد دي تروه إن الغارة لم تكن مجرد استهداف بل رسالة نارية تقول إن عين القوات المسلحة فوق كل تجمع، وأن أي محاولة لإعادة تنظيم صفوف المتمردين ستُطحن قبل أن تكتمل، ونوه إلى أن الغارة تؤكد أن زمن الاختباء انتهى، و يد الجيش الطويلة أصبحت تصل إلى أبعد نقطة تُخطَّط فيها الفوضى.
وشكلت الغارات الجوية على مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور تهديد لعمليات التشوين التي تأتي إلى المليشيا من الخارج عبر طيران شحن مما دفع قيادة الدعم السريع إلى البحث مع مطارات بديلة من بينها مطار الفاشر التي سقطت مؤخرا.
وقال الخبير العسكري محمد مصطفى إنه من الناحية الاستراتيجية، لا يُمكن بأي حال أن تعتمد الإمارات على مطار الفاشر كممر آمن للدعم أو التشغيل. فموقع الفاشر الجغرافي يُعد أقرب للعاصمة ومطار مرري العسكري، ما يجعل أي طائرة تُحاول اختراق هذا الممر عرضة للاستهداف المباشر والسريع من قبل قواتنا
بعكس نيالا، التي تتمتع بتضاريس أكثر تعقيدًا وتخفّيًا نسبيًا، فإن الفاشر مكشوفة في بيئة صحراوية مفتوحة، يسهل رصد التحركات فيها وتعقّبها بالمسيرات والرادارات.
ونوه إلى انه بما أن سلاح الجو السوداني تمكن من تنفيذ ضربات دقيقة وبعيدة المدى في نيالا، وهي على مسافة أوسع، فإن قدرته على استهداف أي حركة في الفاشر الأقرب تصبح أمرًا محسومًا ومؤكدًا، باختصار، اللعب في سماء الفاشر أشبه بالانتحار، وأي محاولة لاستغلاله ستكون بمثابة دعوة مفتوحة لضربة قاصمة من الجو، لا مفر منها








