انتشار الألغام في شمال الخرطوم بحري يثير مخاوف كبيرة بعد الأمطار الغزيرة
متابعات – اليوم نيوز – أثارت صور نشرها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مخاوف واسعة بعد الكشف عن وجود ألغام مضادة للدبابات بأعداد كبيرة شمال الخرطوم بحري، شمال العاصمة السودانية الخرطوم. ظهرت هذه الألغام بعد أن جرفت مياه الأودية الأرض عقب هطول أمطار غزيرة في المنطقة التي تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.
يتبادل الطرفان المتحاربان، الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، الاتهامات بزراعة الألغام في مناطق مختلفة من الخرطوم، وخاصة في المناطق المفتوحة. وتشير التقارير إلى أن مليشيا الدعم السريع قامت بزرع الألغام حول مصفاة الجيلي، بينما قام الجيش بزرع ألغام حول سلاح الإشارة في بحري.
مصادر متعددة أكدت أن كلا الطرفين قاما بزراعة الألغام بكثافة أثناء تواجدهما في الأحياء السكنية وعند الانتقال من منطقة لأخرى، مما يبدو أنه محاولة لمنع تقدم الطرف الآخر. وأشار شهود عيان إلى أن الألغام قد عطلت محاولات الجيش للعبور من أم درمان إلى بحري عبر جسر الحلفايا نهاية مايو الماضي، مما أعاق تقدمه نحو مناطق الحلفايا والدروشاب والسامراب.
تقارير محلية من سكان المناطق المجاورة لطريق التحدي الرابط بين ولايتي الخرطوم ونهر النيل أشارت إلى أن الجيش زرع ألغامًا على مسافات طويلة لحماية ولاية نهر النيل من أي هجوم محتمل من قوات الدعم السريع. كما أضافت المصادر أن الجيش عزز هذه الألغام بنصب مدافع وراجمات بعيدة المدى لحماية المنطقة.
في الرابع من أغسطس الحالي، حذرت غرفة طوارئ بحري بالخرطوم سكان ريف بحري من مخاطر الألغام التي كشفتها الأمطار الغزيرة. وناشدت المواطنين بالابتعاد عن مجاري السيول والمناطق المحيطة بحقول الألغام للحفاظ على سلامتهم.
أعرب مواطنون في مناطق الجيلي، الكدرو، الدروشاب، السامراب، والحلفايا عن قلقهم البالغ من وجود الألغام المزروعة في العديد من الشوارع والمناطق المحيطة، مشيرين إلى خطورة التحرك في الوقت الحالي بسبب هذه المخاطر. كما أعربوا عن خشيتهم من عودة السكان إلى منازلهم بعد انتهاء الحرب بسبب مخلفات الحرب والألغام.
كما أشار مواطنون آخرون في وسط بحري إلى وجود مخلفات قذائف مدفعية في حي الختمية ومخلفات صواريخ في منطقة شمبات، نتيجة القصف الجوي والاشتباكات العنيفة بين الطرفين.
من جانبها، أكدت مصادر عسكرية أن الجيش وضع نسخًا بمواقع الألغام التي زرعها وإحداثياتها، لضمان إمكانية إزالتها عند انتهاء الحرب أو عند دخول قوات الجيش إلى المناطق المزروعة سابقًا.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا، أن 18 شخصًا على الأقل قتلوا منذ مطلع هذا العام بسبب الألغام ومخلفات الحرب، مما يزيد من خطورة الوضع في المناطق المتأثرة بالصراع.