هل بدا مخزون الاسرار في التدفق ؟ … كيكل .. الصندوق الاسود
الفريق عمر النور : كيكل هو الصندوق الاسود وفي معيته معلومات كبيرة وقيمة
مراقبون : عملية استسلام كيكل له ابعاد سياسية وعسكرية ومعنوية
العميد ابراهيم عقيل : اذا تم التاكد من معلومات كيكل يجب اجراء تحقيق عاجل
اثارت التصريحات الاخيرة لقائد قوات المليشيا السابق بولاية الجزيرة ابو عاقلة كيكل جدلا واسعا والتي قال فيها عبر تسجيل صوتي متداول ان مدينة ود مدني لم يسلمها هو – بل سلمها مقدم بالقوات المسلحة ينتمي لقومية الرزيقات برفقة اخرين ، واوضح كيكل انه كان يتهرب من المليشيا المتمردة بعد ان طالبته بدخول القضارف ولكنه رفض الانصياع لذلك حسب ما ادلي به
واشار كيكل خلال التسجيل الصوتي والذي وجد انتشارا كبيرا الي أن قوات المليشيا المتمردة ليس لها اي قضية سوي النهب وتشريد المواطنين واكد ان قيادة المليشيا فقدت السيطرة علي عناصرها في الميدان موضحا انها اصبحت في تزايد مستمر ومعظمهم عناصر اجنبية يأتون من الخارج للسلب والنهب والاغتصاب ويقودون حربا علي المواطنين بدعوي انهم فلول ـ فما هي دلالات المعلومات التي كشفها كيكل في هذا التوقيت بخصوص عملية تسليم ولاية الجزيرة والتي اتهم فيها احد الضباط من ابناء الرزيقات بتسليمها ـ
وما دلالات سقوط منطقة تمبول التي ينتمي لها كيكل في يد المليشيا بعد ايام فقط من إنشقاقه وإنضمامه للجيش ـ وما هو التأثير المحتمل لانضمام كيكل للجيش خاصة وانه مخزن للاسرار الاستخباراتية ـ
تقرير – لينا هاشم
وصف الفريق ركن د.عمر النور حديث القائد السابق بقوات الدعم السريع ابوعاقلة محمد احمد كيكل بالمهم وقال النور ان كيكل يعتبر الصندوق الاسود وفي معيته معلومات قيمة وكبيرة ، واوضح ان القوات المسلحة السودانية ستستفيد منه في توفير المعلومات لانه يعتبر كنز معلومات ، وقال ان كيكل بدا يفصح عن تلك المعلومات التي ستقود الي كشف من تسببوا في سقوط مدني وكيف سقطت
مالات وتاثيرات :
وأكد النور في تصريح للكرامة ان انشقاق كيكل له مالاته وتأثيراته علي شرق الجزيرة خاصة منطقة تمبول واضاف – المليشيا اصبحت تحمل حقد وغبينة تجاه اهالي المنطقة وهذا المالات تسببت في كثير من النزوح والقتل الجماعي لاهل االقري الامنة وتشريد كثير من المواطنين بمنطقة تمبول الي مناطق شندي وكسلا والقضارف ، مؤكدا ان انضمام كيكل للجيش له تأثيراته في ما وصل له حال شرق الجزيرة من ازمة حقيقية القت بظلالها علي المواطن الاعزل الذي استبيح ونهب وشرد من دياره واغتصبت حرائره
ضباط المليشيا :
واشار النور الي مجموعة من الفوائد لانضمام كيكل للجيش تلخصت في معرفته للمليشيا المتمردة وكيفية اختبائها واماكن تواجدها ومعرفته بضباط المليشيا المتمردة الذين كانو داخل القوات المسلحة السودانية كطابور بجانب معرفته بالمتعاونين مع التمرد من ابناء تلك المناطق الذين يمدونها بالمعلومات وهم ما يعرفون بالطابور الخامس
المناطق الاستراتيجية :
قاد كيكل القوات التي تمكنت من السيطرة علي ولاية الجزيرة وكل المناطق الاستراتيجية فيها وبعدها اصدر قائد المليشيا المتمردة حميدتي قرارا بتعيينه واليا للولاية وقائدا اعلي بالمنطقة واصبح كيكل بعدها اهم شخصية عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع بولاية الجزيرة وصاحب نفوذ كبير
انضمامه للجيش :
وانضم كيكل الي صفوف القوات المسلحة بعد عملية تفاوض استغرقت وقتا طويلا وبعدها اعلن كيكل انضمامه للجيش رسميا ورحبت المؤسسة العسكرية بالخطوة ووصفتها بالشجاعة
مخزن اسرار :
ووصف مراقبون خطوة الانضمام بالناجحة واشاروا الي انه يمكن ان تتحقق من خلالها نتائج جيدة يمكن ان تكون لصالح الجيش ويمكن ان تفتح الباب لقادة اخرين للانضمام للجيش ، بجانب ان كيكل هو مخزن اسرار استخباراتية ويمكن للجيش ان يستفيد منها في تخطيطه للمعارك العسكرية القادمة .
الميدان العسكري :
غير ان اخرون يرون ان انضمام كيكل للجيش لن يؤثر علي سير المعارك العسكرية لصالح الجيش لانه لم ينشق بقوة كبيرة وعتاد عسكري كبير وسلم نفسه للجيش برفقة عدد قليل من الجنود وعدد محدود من سيارات الدفع الرباعي وهذا لا يمثل فارقا في الميدان العسكري بدليل ان قوات التمرد استطاعت من السيطرة علي تمبول ومناطق واسعة في شرق الجزيرة بعد ايام قليلة من انشقاق كيكل عن الدعم السريع وانضمامه للقوات المسلحة
حملات انتقامية :
ومن التأثيرات السلبية ايضا لانضمام كيكل للقوات المسلحة اكدت العديد من الافادات لشهود عيان ومنظمات حقوقية وانسانية ان المليشيا ارتكبت انتهاكات واسعة بحق المدنيين من بينها القتل والنهب والاغتصاب وقامت بحملات انتقامية ضد السكان خاصة بعد خروجهم واحتفالهم بانشقاق كيكل عن التمرد وانضمامه للجيش .
فكرة انطباعية :
العميد ابراهيم عقيل مادبو قال ان هذه المعلومات لم يتسنى تأكيدها من مصدر رسمي وهي قد تحمل فكرة إنطباعية لدى كيكل، ولكن إذا تم تأكيدها فهذه المعلومات يجب التعامل معها ومباشرة التحقيق العاجل فيها لإرتباطها بإجراءات قام بها الجيش في السابق حول تقصي المسؤولية عن سقوط مدني وهو يتحفظ على بعض الضباط.
دعم التمرد :
وأكد في افادته للكرامة ان كيكل كان يستمد قوته ونفوذه داخل المليشيا من دعم المتمرد حميدتي له والذي ظهر ضعفه وفقدانه لعاملي القيادة والسيطرة على المليشيا في خطابه الاخير ، وقد كان هذا الدعم مصدر لجلب عداوات بين كيكل وبعض عناصر المليشيا من جماعات وأثنية معينة ومعروفة والتي انتهزت فرصة ضعف زعيم التمرد وفقدانه للقيادة والسيطرة لشن هجمات انتقامية على مناطق عشيرة كيكل في تمبول ومناطق اخرى، وبلا شك فعملية استسلام كيكل لها آثار وأبعاد كثيرة منها السياسي والعسكري والمعنوي وكل جانب من هذه الأبعاد يبعث برسائل متعددة داخلية وخارجية، كما أن هناك ارتباط وثيق بين عملية الإستسلام وهجمات المليشيا على بعض القرى بالجزيرة، وهناك دلالات أخرى فاستسلام كيكل يعتبر خطوة هامة وكبيرة إذا تم حسابها إلى جانب الضربات التي ظلت تتلقاها المليشيا مؤخراً، فهو من ناحية التراتبية العسكرية للمليشيا يمثل قائد قطاع الجزيرة وبذلك يكون تخطيط الجيش قد نجح في تحييد قوات كيكل وبالتالي اختراق التمرد وهذا سيقود لتسريع عملية استعادة مدني واجزاء واسعة من البطانة ونتوقع تحرير مناطق واسعة من الجزيرة بصورة كاملة في غضون الأيام المقبلة فخبر استسلام كيكل له وقع كبير علي الجنجويد وأدى لخفض روحهم المعنوية واحباطهم ليس على مستوى المليشيا المتواجدة في الجزيرة بل على كل أماكن تواجدهم في الخرطوم وكردفان ودارفور.
البعد المعنوي :
اشار مادبو ان عملية استسلام كيكل لم يحن الوقت بعد لكشف كل تفاصيلها، وكذلك الأسرار التي يحملها لإرتباطها بآثار وأبعاد كثيرة منها السياسي والعسكري والمعنوي، وحالياً يتم التركيز على البعد المعنوي والقتالي وتأثير ذلك على تحييد قوات المليشيا المتمردة بمنطقة الجزيرة .