
تقرير : ضياءالدين سليمان
لم يحمل خطاب قائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي المسجّل عبر الوسائط اي جديداً يذكر فالرجل الذي بدت عليها علامات الضعف والحالة النفسية السيئة التي يعاني منها أكثر من الشتائم والسباب في حق الشعب السوداني وقواه الحية وكل من ساند قوات الجيش في معركة الكرامة تحت دعاوي الفلول والنظام البائد.
ورغم أن خطاب حميدتي كان تكراراً لخطابات سابقة ، وحوى تناقضات عديدة وأكاذيب مثيرة للدهشة، وبعضاً من الكوميديا المضحكة الا ان الفكرة المحورية التي يدور حولها الخطاب تقول: إننا قد خسرنا الحرب فالمليشيا التي كانت تتباهى بان على البرهان والجيش الاستسلام اصبحت تتوعد بانها لن تتخلى عن القصر الجمهوري عطفاً على ان خطاب قائد المليشيا حمل اعترافات بعضها صريح وبعضها مبطن.
شكر كينيا
في الوقت الذي تواجه فيه العلاقات السودانية الكينية أزمة دبلوماسية نتجت عنها حالة من الغضب داخل كافة الاوساط السودانية على خلفية استضافة كينيا لفعاليات توقيع ميثاق التأسيس مع بعض القوى السياسية والحركات المسلحة والذي سيتمخض عنه إعلان حكومة موازية للحكومة السودانية مشيراً الي تحالفه تحالفه مع حركة الحلو
ووجَّه حميدتي، خلال خطابه، الشكر إلى الرئيس الكيني وليام روتو، مشيرًا إلى أن كينيا دولة ديمقراطية سبق أن استضافت مفاوضات سلام نيفاشا، وقدَّمت الكثير من الحلول في الإقليم، على حد تعبيره
وتسبب الخطوة التي اتخذتها في استدعاء الحكومة السودانية لسفيرها لدى نيروبي، في خطوة احتجاجية على التصرُّف العدائي تجاه السودان، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية السودانية في بيان، مشيرة إلى أنها ستتخذ خطوات تصعيدية حيال الأمر.
العلمانية
وفي تحوّل خطير في مسار خطابات حميدتي والذي كان في وقت قريب قبيل اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل من العام 2023م يقسم بأن هذه البلاد لن تحكم بالعلمانية باعتبارها منافية لتعاليم الدين الإسلامي ومعتقدات الشعب السوداني أقر حمديتي في خطابه بالدستور العلماني الذي أصر عليه عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال أثناء توقيع ميثاق التأسيس في نيروبي
فحميدتي أكد من خلال خطابه يوم على الاتفاق مع حركة الحلو على منهج العلمانية مشيراً الي ان الاسلاميين كانوا يتخذونها فزاعة لقطع التقارب مابين الدعم السريع والحركة الشعبية على حد تعبيره.
الهزيمة
حمل خطاب حميدتي مضامين يعتقد انها مبطنة الا انها ظاهرة العيان بأنها اقراراً بالهزيمة ، فالرجل الذي كان يتحدث عن سيطرة كاملة لقواته في الخرطوم والولايات أصبح يتحدث عن عدم مغادرتهم لمناطق سيطرتهم في القصر الجمهوري ومنطقة المقرن واللتين يفرض عليهما الجيش حصار محكماً وهو تكرار لذات خطاباته بعد تحرير جبل موية وسنجة والتي اجتهد فيها حميدتي في رفع معنويات جنوده المنهارة الا ان واقع الحال اثبت بان قوات حميدتي أصبحت غير قادرة على إيقاف زحف قوات الجيش لتحرير السودان من دنس مليشيا الدعم السريع.
ملاحظات
ودوّن الدكتور ابراهيم الصديق الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اربع ملاحظات حملها خطاب حميدتي بعد ان طرح سؤالاَ فحواه أين حميدتي؟؟
ويقول الصديق في ملاحظاته
أولاً : قياساً مع كل التسجيلات السابقة ، فإن حميدتي فى هذا التسجيل خارج الأماكن الحضرية ، بل هو فى منطقة شدة ، فقد فارق سمات (الدعة) و(نعومة) الحال ، وملامح وجهه تشير لذلك واللقطات البعيدة تهدف لعدم إظهار ملامحه ، فهو فى مكان اقل رفاهية ، بل يفتقر لها ؟
وثانياً: تم التصوير بكاميرا جوال بكفاءة متدنية مع ضعف الإضاءة وفى مكتب غير مهيأ ، فلم تظهر طاولة جلوسه مع تقريب الصورة بعدها Zoom in , Zoom out)..
ثالثاً : مونتاج الكلمة بصورة مخلة بالمعنى وسياق الحدث والتقطيع لدرجة اصبح التسجيل بلا معنى وبلا رابط ، فمن الواضح أن التسجيل تم فى مكان ، والمعالجة فى مكان آخر ، وما ينبغى أن يتقارب فى غرفة واحدة ، باعدت بينهم أسباب محل تساؤلنا هذا ؟..
ورابعاً: لبس حميدتي الكدمول ، وابتعدت عنه الكاميرا وعن ملامحه وتعبيرات وجهه وبدأ خطابه موجهاً إلى (الأشاوس) ، وهو خطاب فقير فى كل شىء وبلا قيمة سياسية أو عسكرية ، وإنما تنميط وتعبير عن وجود ودور..