
عندما هجر مالك عقار الحبر والطبشور والكتاب وحمل السلاح في صف الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق كان الملازم عبدالفتاح البرهان حديث التخرج من الكلية الحربية وكان عبدالله يحي في نطفة في بطن أمه وكان مناوي طفلا يحبو وجبريل يرعى الإبل في دارزغاوة قبل دخول المدرسة وكان و كان كل أعضاء الحكومة التي تقود البلاد الآن اما صغارا في السن أو في سنوات الصبا الباكر وبذلك يفترض في رجلا بهذه السن والتجربة أن يصبح مستودعا للحكمة والعقلانية لا التهريج الذي يثير حفيظة الآخرين بحديث على شاكلة مازرفه لسانه اخيرا وهو يحزر من سقوط الفاشر تحت احزية الجنجويد ورجل دولة في مقام نائب رئيس مجلس السيادة يقرر ويفعل لايتحدث وكأنه مراقب سياسي وليس فاعلا في الدولة بل الرجل الثاني
وخطل ماقال عقار أن أهل الشمال والشرق مطالبين بالقتال على تخوم الفاشر والحيلولة دون سقوطها حتى لاتسقط بعدها الدامر وبورتسودان؟ من قال لعقار أن ضباط وجنود ومجاهدي القوات المسلحة والمستنفرين يقاتلون خوفا على أنفسهم وعشيرتهم ومدنهم؟ ولايقاتلون من أجل الفاشر وزالنجي والجنينه وشنقل طوباية لأنها فلذة كبدنا وارضنا التي لأفضل لمدينة على أخرى وهل يظن عقار أن أهل الدامر وبورتسودان والابيض في أياديهم عصا خيزران وقد أثبت كل أهل السودان فراسة في القتال وضراوة في الدفاع عن كل البلد ولو نظر عقار للوحة شهداء القوات المسلحة ومقابر من هم أفضل منا ومنه وهم تحت التراب ترجف قبورهم غضبا على مثل هذا الحديث لما قال عقار ماقال ويسجل التاريخ في صفحاته أمجاد فرسان جهاز الأمن وإبطال الانقسنا الذين قاتلوا في سنجه والمصفاة وشرق النيل وفي الصياح لا من أجل الدمازين والرصيرص أو خوفا على الكرمك ولكنه من أجل السودان كله
تحدث عقار بما يوجع القلب من رجلا كان حريا بسنه وتجربته أن تعصمه من هذا الزلزلة التي نراها لاتليق به