
كشف عدد من النازحين الفارين من مخيم زمزم، الواقع جنوب غرب مدينة الفاشر بشمال دارفور، عن بقاء أعداد كبيرة من الأسر والأفراد داخل المخيم في أوضاع إنسانية سيئة.
وأكد شهود عيان بحسب ”دارفور24″ أن مئات الأسر لا تزال تقيم في أجزاء مختلفة من المخيم، خاصة في الجهة الغربية المتاخمة لمنطقتي جفلو وسلومات، بالإضافة إلى الجزء الشمالي الشرقي، في ظل ظروف إنسانية متدهورة تشمل انعدام مياه الشرب والغذاء والخدمات الصحية، وانتشار الجثث في الطرقات دون دفن.
وقال احد النازحين ، إن الدعم السريع أقامت نقاط ارتكاز داخل المخيم، وسمحت بمغادرة من يرغب، لكنها قامت باعتقال الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و50 عامًا، والتحقيق معهم ومصادرة هواتفهم لفحص محتواها باستخدام الإنترنت.
وأشار إلى أن بعض الأسر اختارت البقاء نتيجة لرفض كبار السن مغادرة المخيم، أو بسبب ظروف خاصة، بالإضافة إلى وجود علاقات أسرية تربط بعض العائلات بأعضاء في تحالف تأسيس، مثل الطاهر حجر وسليمان صندل والهادي إدريس.
من جانبها، أكدت مواطنة فرت من المخيم إلى بلدة طويلة يوم الإثنين، وجود عدد كبير من الأسر العالقة في المخيم وسط معاناة إنسانية حادة.
وأضافت: “فقدنا أكثر من ستة أشخاص خلال الرحلة من زمزم إلى طويلة، بينهم أطفال وكبار سن وامرأة، بسبب الجوع والعطش والهبوط الحاد في الدورة الدموية”.
وأشارت إلى دمار شامل لمحطات المياه بالمخيم، إلى جانب سيطرة الدعم السريع على المركز الصحي الوحيد، وغياب كامل للخدمات الأساسية والأسواق.
ويُعد مخيم زمزم من أكبر مخيمات النزوح في دارفور، حيث يضم نحو 500 ألف نازح وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، كثير منهم فرّوا من مناطق النزاع أو لجأوا إليه بعد تصاعد القتال في أبريل 2023.
وكان المتحدث الرسمي باسم منسقية النازحين واللاجئين في دارفور قد صرّح في وقت سابق بأن نحو 186 ألف أسرة غادرت المخيم إلى بلدة طويلة بين 3 و13 أبريل الجاري، سيرا على الأقدام والدواب والكارو، والشاحنات نتيجة تدهور الأوضاع الإنسانية وندرة المياه وارتفاع أسعار الغذاء، فضلاً عن الحصار المفروض على مدينة الفاشر.
وتُعد بلدة طويلة، إلى جانب مناطق روركرو وقولو ودربات بجبل مرة، الخاضعة لسيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور، من أبرز وجهات النزوح منذ اندلاع الصراع الأخير، حيث استقبلت الآلاف من الفارين من المعارك.