اخبار

همام علي مصطفى يكتب … مؤتمرات “قحت” الخارجية… إدمان الفشل

تابعنا على واتساب

منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية و مليشيا الدعم السريع، لم تفوّت ما يسمى بقوى “الحرية والتغيير” (قحت) فرصة لتقديم نفسها على الساحة الدولية كـ”ممثّل مدني” في المشهد السياسي، رغم مسؤوليتها المباشرة عن تفجير الأوضاع في البلاد منذ انقلابها مع شركاؤها في ميليشيا الدعم السريع على الدولة قبل أن يرتد عليهم انقلابهم هذا حربا .

وبدلًا من مراجعة مواقفها والانخراط الجاد في دعم جهود الدولة والجيش في الدفاع عن السودان وسيادته، انشغلت “قحت” بسلسلة مؤتمرات في عواصم غربية وإفريقية، من القاهرة إلى باريس، ومن نيروبي إلى جنيف، بحثًا عن اعتراف دولي مفقود وشرعية مستعارة.

القاهرة… شعارات تتكرر بلا أثر

عقدت “قحت” مؤتمرين بالقاهرة في يوليو ونوفمبر 2023، خرجا بخطابات مكررة تدعو إلى “وقف الحرب” و”تكوين جيش قومي موحد تحت قيادة مدنية”. غير أن هذه العبارات تخفي رغبة واضحة في تفكيك القوات المسلحة الوطنية، وفتح الطريق أمام مشاريع تفتيت الدولة السودانية وكل ذلك تنفيذا لاجندة حكام الامارات و دعما للميليشيا المتمرده .

أديس أبابا… صناعة واجهات بلا قاعدة شعبية

في أغسطس وأكتوبر 2023، احتضنت أديس أبابا اجتماعات هدفت إلى تكوين جبهة مدنية تدعي زورا وكذبا مناهضة الحرب ضمت بالاضافة إلى احزاب قحت ممثلين من لجان المقاومة وبعض النقابات غير الشرعية والحركات المسلحة، لكن غابت عنها أي شرعية حقيقية، لتبقى مجرد منبر دعائي يعكس تخبط القوى التي تدعي المدنية في مواجهة الواقع المعقد.

نيروبي… تحالف مع مليشيا

فبراير 2025 شهد محطة خطيرة، حين اجتمعت شخصيات من “قحت” وممثلون عن ميليشيا الدعم السريع في العاصمة الكينية نيروبي لتشكيل ما سمي بـ”حكومة مدنية انتقالية”. الاجتماع لم يكن فقط خرقًا سياسيًا فاضحًا، بل خطوة تهدد وحدة السودان، دفعت الحكومة السودانية إلى اتخاذ اجراءات عديدة تجاه كينيا البلد المضيف بخصوص ذلك ولكن ايضا باءت تلك المحاولات بالفشل الذريع كالعاده .

باريس وجنيف… دعم مشروط وإقصاء ممنهج

مؤتمر باريس في أبريل 2024 شهد وعودًا أوروبية بتقديم مساعدات إنسانية تفوق ملياري يورو، لكنها لم تخلُ من شروط سياسية تستهدف إعادة هندسة السلطة بما يُقصي التيارات الوطنية والإسلامية. وجاء مؤتمر جنيف (نوفمبر 2024) ليكرّس هذا التوجه بوثيقة تدعو إلى نظام فدرالي يخدم النزعات الانفصالية التي تعتبر جزءا من مخطط كبير تخدمه قحت وقد ذهب كليهما ادراج الرياح .

لندن… الإنسانية ستار

في الذكرى الثانية للحرب، استضافت لندن مؤتمرًا تجاهل أطراف الصراع الأساسيين، وركّز على المسار الإنساني فقط، في خطوة وُصفت بأنها تفتقر إلى الواقعية. وهو ما اعتبره كثيرون محاولة جديدة لتجاوز الدولة السودانية وفرض حلول جاهزة من الخارج وهو المشروع الذي ظلت قحت تعمل من اجله فكرزايات السودان يحلمون بأن يحكموا شعبه عبر دبابة المستعمر ولكن حتى هذا الاخير قد فشل .

النتيجة… صفر سياسي

رغم الحراك الدولي الواسع، أخفقت قوى “الحرية والتغيير” في تحقيق أي اختراق سياسي حقيقي او تقديم برنامج يمكن ان يجد قبولا من اهل السودان. بل زادت من انقساماتها الداخلية، وتحالفت مع مليشيات متمردة فحققت بذلك عداوة مع الشعب السوداني الذي اذاقته قحت وشركاؤها الامرين .

وتبقى الحقيقة الواضحة أن “قحت” ما زالت تعيش في وهم تمثيل الشعب، بينما الواقع يُظهر أن من حرض على الفوضى لا يمكنه أن يرعى السلام.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى