
■ ملفات ومهام كثيرة تنتظر مولانا إنتصار أحمد عبدالعال، أول امرأة سودانية تتولى منصب النائب العام، والذي استحقته لخبرتها القانونية الطويلة التي تجاوزت الثلاثين عاماً، وهي تجربة تكفي للاطمئنان على ثغرة النيابة العامة في بلادنا. ومع هذا، ومن موقع الرقابة، نقول إن مهمة مولانا إنتصار ليست صعبة، ولكنها ليست مستحيلة.
■ من المنتظر أن تبدأ مولانا إنتصار بالتدقيق في اختيار مساعديها، وما يأمله أهل السودان أن يكون من بين هؤلاء المساعدين من له علاقة مباشرة بالقانون الجنائي الدولي؛ لأن معركة بلادنا القادمة ستكون في هذا الميدان لمواجهة المؤامرة الدولية على بلادنا والتي تتخفى تحت عباءة القانون الدولي.
■ تعيين مولانا إنتصار في منصب النائب العام سبقه تعيين مولانا درف في منصب وزير العدل. هذه بداية جديدة نأمل أن تقود إلى فض التنازع والاشتباك في الملف الخارجي لحقوق الإنسان، حيث كان التنازع سيد الموقف بين وزير العدل والنائب العام السابق. ومما يؤسف له أن التنازع ألقى بظلاله على موقف المنظمات الدولية المعنية بحقوق السودان، حيث ظلت هذه المنظمات تتردد مع أي جهة تتعامل، مع وزارة العدل أم النائب العام.
■ هل ستولي مولانا انتصار اهتماماً خاصاً بالمحامين الشباب في مدخل الخدمة؟ ولأن العدالة تبدأ من التصريح الصحيح للعريضة الجنائية، فإن الاهتمام بصغار المحامين يستحق الانتباه ومعالجة نقاط القصور التي تعلمها مولانا انتصار بحكم تجربتها الطويلة.
■ أمر آخر ظل في دائرة المسكوت عنه وهو الوضع المعيشي المتردي لوكلاء النيابة، والذين يعملون في ظروف معيشية ومهنية قاسية. تعلم مولانا انتصار السلبيات التي ترتبت على هذه الأوضاع الكارثية.
■ هنالك أصوات عالية تحدثت في أكثر من منبر عن الفساد المادي والقانوني داخل النيابة العامة، وهي قضية بالغة الحساسية ولا تنقصها الشواهد والوقائع، الأمر الذي يفرض على مولانا انتصار التدقيق في أحاديث مجالس القانون والسياسة عن غول الفساد الذي بدأ ينخر في جسد النيابة العامة.
■ أما نحن معشر الصحفيين الذين نعمل تحت قانون مجلس الصحافة والمطبوعات، نأمل أن تراجع مولانا إنتصار التعسف الذي تمارسه بحقنا مؤسسات حكومية نافذة وشركات تدعمها الحكومة. هذه المؤسسات والشركات تفتح البلاغ وتصدر أمر القبض والحظر من السفر، ثم تقتاد الصحفي من الولاية أو المدينة التي يتواجد فيها للتحري معه في مدينة بورتسودان!
■ إلى أي قانون يتحاكم الصحفيون المقيدون قانوناً؟ إلى قانون المعلوماتية أم إلى قانون الصحافة والمطبوعات؟
■ الدعاء بالتوفيق لمولانا إنتصار. نحن نعيش زماناً صارت فيه المرأة قادرة أن تكسر الرأس بدون فأس، بالقانون!