
أعلنت مبادرة أورورا الإنسانية عن إدراج الطبيب السوداني جمال الطيب، مدير مستشفى النو بمدينة أم درمان، ضمن القائمة النهائية للمرشحين لنيل جائزة أورورا لإيقاظ الإنسانية لعام 2025.
وجاء اختيار الطيب من بين 868 مرشحاً يمثلون أكثر من 120 دولة، في منافسة تُعد من بين الأبرز على مستوى الجوائز الإنسانية الدولية.
هذا الترشيح يسلط الضوء على الدور الحيوي الذي لعبه الطيب وفريقه في الحفاظ على استمرارية العمل داخل مستشفى النو، الذي يُعد من آخر المستشفيات التي بقيت تعمل في العاصمة السودانية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وواجه مستشفى النو تحديات غير مسبوقة، شملت القصف المتكرر، نقصاً حاداً في الموارد الطبية، وانهياراً شبه كامل في البنية التحتية الصحية. ورغم هذه الظروف القاسية، واصل المستشفى استقبال المصابين والجرحى، مقدماً خدمات علاجية حاسمة في وقت كانت فيه معظم المنشآت الطبية الأخرى قد توقفت عن العمل.
ويُعزى هذا الصمود إلى القيادة الميدانية التي مارسها الدكتور جمال الطيب، حيث تمكن من توجيه الطاقم الطبي والإداري نحو الحفاظ على الحد الأدنى من الخدمات الصحية، مما أسهم في إنقاذ حياة مئات المدنيين الذين وجدوا في المستشفى آخر ملاذ للعلاج وسط الخراب المتسارع.
الدكتور الطيب سيخوض المرحلة النهائية من المنافسة إلى جانب ثلاثة مرشحين آخرين هم: سالي بيكر من المملكة المتحدة، زهير لهنا من المغرب، وجيل سيمان الذي يحمل الجنسية الأمريكية ويعمل في جنوب السودان. وسيتم الإعلان عن الفائز بالجائزة في حفل رسمي يقام بمدينة نيويورك في السادس من نوفمبر المقبل، بالشراكة مع نادي الصحافة الأجنبية الأمريكي (OPC).
هذا الحدث السنوي يُعد منصة دولية لتكريم الشخصيات التي أحدثت تأثيراً ملموساً في مجتمعاتها، خاصة في سياقات النزاع والكوارث الإنسانية، ويمنح الفائز فرصة لتوسيع نطاق عمله الإنساني عبر دعم مالي ورمزي.
جائزة أورورا لإيقاظ الإنسانية تُعد من أبرز الجوائز العالمية في المجال الإنساني، وتُمنح سنوياً تكريماً لأفراد ومبادرات أثبتت قدرتها على إنقاذ الأرواح وتعزيز القيم الإنسانية في أكثر البيئات تحدياً. وتستند الجائزة إلى فلسفة الاعتراف بالبطولة المدنية في مواجهة الأزمات، وتُسلط الضوء على قصص الأمل والصمود التي تنشأ في قلب المآسي. ترشيح الدكتور جمال الطيب لهذا التكريم الدولي لا يمثل فقط إشادة بجهوده الشخصية، بل يعكس أيضاً صمود القطاع الصحي السوداني في وجه الانهيار، ويعيد التأكيد على أهمية الدور الإنساني في زمن الحرب