نجح فريق إنقاذ بحري سوداني في إنقاذ الباخرة ASINA CARGO من الغرق في واحدة من انجح العمليات التي نُفذها الفريق وتُعد واحدة من أعقد عمليات الإنقاذ البحري في سواحل بورتسودان وهي عملية أبرزت كفاءة الكوادر الوطنية في مجال الإنقاذ البحري.
تعود خلفية الحادثة، إلى أن الباخرة ASINA CARGO كانت قد غرقت بالكامل إثر ارتطامها بالشعاب المرجانية في جزيرة سنقنيب – الرأس الجنوبي الشرقي، واستقرت في وضع صعب على عمقٍ تجاوز 16 مترًا، ما جعل معظم الأطراف تعتبرها خسارة كاملة.
وكانت بداية التكليف، جاء بتوجيه رسمي، أُوكلت مهمة الإنقاذ لمركز Red Sea Secrets بالتعاون مع شركة Blue Shark Diving ، لتبدأ مرحلة دقيقة من العمل استمرت أكثر من 17 يومًا متواصلة، وسط ظروف بحرية بالغة الصعوبة من تيارات قوية، وضغط مائي مرتفع، ورؤية شبه معدومة.
وتمثلت منهجية التنفيذ في عمل الفريق بتخطيط هندسي دقيق تضمن:
عمليات مسح وتصوير تحت الماء لتحديد مواقع الثقوب والانهيارات في بدن السفينة.
تقفيل وإصلاح الكثير من الثقوب باستخدام لحام متخصص تحت الماء بتقنية wet welding.
نشر وتشغيل طلمبات سحب متعددة السعة لإزاحة كميات ضخمة من المياه داخل البدن.
تنسيق دقيق بين الغواصين والفنيين على السطح لضمان التوازن وتفادي أي انهيار مفاجئ في البدن أثناء الصعود.
وبعد عمليات دقيقة ومستمرة ليلًا ونهارًا، عادت السفينة إلى سطح البحر اليوم 24 أكتوبر 2025 بعد غرق 80% من بدنها دام أكثر من 20 يومًا، في مشهد أعاد الأمل والفخر لكل من تابع المهمة.
الدلالات والنتائج
أثبتت العملية بما لا يدع مجالًا للشك أن الكوادر السودانية قادرة على تنفيذ أعقد عمليات الإنقاذ البحري بكفاءة تضاهي المعايير الدولية.
أظهرت شركتا Red Sea Secrets و Blue Shark Diving أن الإمكانيات المحلية، إذا ما وُضعت في بيئة تعاون رسمي، قادرة على إنقاذ الأرواح والممتلكات وتوفير ملايين الدولارات من الخسائر، أكدت التجربة أهمية تفعيل الشراكات بين هيئة الموانئ البحرية والشركات الوطنية المؤهلة في حالات الطوارئ البحرية.
توجّه مدير المشروع مصطفى محمد بوافر الشكر والتقدير إلى إدارة الرقابة البحرية متمثله في مديرها كابتن /اسلام ابودرق لمتابعتها الدقيقة وإشرافها المباشر، الاستخبارات البحرية والدفاع المدني على دعمهم الكامل وتعاونهم المشهود.
وقال إن هذا النجاح لم يكن مجرد عملية إنقاذ لسفينة، بل رسالة فخر واعتزاز بقدرات السودان البحرية.
لقد أثبتت الكوادر الوطنية أن الاحتراف ليس حكرًا على الخارج، وأن أبناء هذا الوطن قادرون على إعادة الحياة إلى الحديد الغارق في عمق البحر الأحمر بالإرادة والعلم والإيمان بقدراتهم.
