قال الفريق أول عبدالمجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع المصري، خلال إجراءات تفتيش الحرب لأحد تشكيلات المنطقة المركزية العسكرية: “عندما يوجد الخطر على حدود مصر ويقترب من دخولها، هنا يأتي دوركم؛ لذلك فإن الجاهزية والكفاءة القتالية للعمل على جميع الاتجاهات أمر لا يقبل التهاون”
وفسرت رسالة وزير الدفاع المصري، بان المقصود من الخطر على حدود مصر هو وجود قوات الدعم السريع على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، حديث عن نية تلك القوات مهاجمة الولاية الشمالية التي تربط مصر والسودان مباشرة.
وكشف مصدر رفيع المستوى في الاستخبارات العسكرية المصرية أن التعاون جارٍ بين الجيشين المصري والسوداني لتشكيل قوة قيادة مشتركة لردع قوات الدعم السريع وأي تسلل محتمل إلى مصر عبر الحدود مع السودان أو ليبيا
وخلال الأسبوع الماضي قام رئيس أركان الجيش المصري الفريق أحمد فتحي بزيارتين خلال 24 ساعة الأولى إلى المملكة العربية السعودية، ثم إلى بورتسودان، حيث نسّق الخطط العملياتية على طول الحدود المشتركة.
وقال مصدر مصري إن زيارة رئيس الأركان المصري إلى بورتسودان مهدت الطريق لإنشاء غرفة عمليات مشتركة في شمال كردفان وأنظمة رادار جديدة للإنذار المبكر بحسب موقع ميدل إيست آي.
وبحسب المصدر أن هناك تخوفات مصرية من هجوم قوات الدعم السريع المُخطط له على أم درمان في الأشهر المقبلة، وهو ما يدفع القاهرة من تدخل القاهرة، لأن العاصمة كانت دائمًا خطًا أحمر بالنسبة للمصريين”.
وقال مصدر رفيع المستوى في المخابرات العسكرية المصرية: “ستُمكّن غرفة العمليات المشتركة في كردفان مصر من استعادة وجود الجيش السوداني في المناطق التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع مؤخرًا وإن استعادة السيطرة على دارفور أمرٌ حيوي للاستقرار الإقليمي وحماية حدود مصر”
وحذر المصدر من أن “أي أخطاء أو تأخير في الاستجابة لتحركات قوات الدعم السريع قد يهدد أمن الحدود المصرية” بالنسبة لمصر، لم يكن الاستيلاء على الفاشر مجرد خسارة للجيش السوداني، بل كان تحذيرًا من هشاشة الاستقرار الإقليمي.
وبحسب ميدل إيست آي أنه في تطور مهم، بدأ الجيشان المصري والتركي التعاون المباشر في السودان، مما يُمثل تقاربًا نادرًا بين خصمين إقليميين، ووفقًا لمصدر أمني مصري رفيع المستوى، يركز التنسيق على دعم القوات المسلحة السودانية لاحتواء مكاسب قوات الدعم السريع الإقليمية وتحقيق الاستقرار في دارفور.
وقال المصدر لموقع “ميدل إيست آي”: “تجري الاستعدادات لهجوم مستقبلي محتمل لاستعادة الفاشر والمناطق المحيطة بها، بما في ذلك اتخاذ تدابير لمنع أي دعم جوي أجنبي من الوصول إلى وحدات قوات الدعم السريع”، دون الخوض في تفاصيل أخرى.
وأفاد مصدر تركي مطلع على الأمر لموقع “ميدل إيست آي” أن تركيا تخطط لزيادة دعمها للجيش السوداني، وأضاف المصدر: “كنا نخطط بالفعل لإرسال المزيد من الأنظمة، لكن أحداث الفاشر زادتنا عزمًا”.
ومنذ العام الماضي، زودت تركيا القوات المسلحة السودانية بطائرات عسكرية بدون طيار وصواريخ جو-أرض ومراكز قيادة. وأكد المصدر التركي استمرار هذا الدعم. كما نشط مشغلو الطائرات التركية بدون طيار داخل السودان.
وأشار المصدر التركي إلى أن أنقرة لا تستطيع تزويد القوات المسلحة السودانية بأنظمة دفاع جوي نظرًا لمحدودية كمية هذه المعدات المنتجة محليًا.
تأكيدًا لما ذكرته مصادر “ميدل إيست آي” المصرية والسودانية، أفادت مصادر تركية بأن مصر كانت تدعم الجيش السوداني سرًا طوال فترة الحرب. وقال أحد هؤلاء المطلعين: “الآن، يشعر المصريون بالارتياح لوجودهم بشكل أكبر، منذ أن عطّلت قوات الدعم السريع المفاوضات الدبلوماسية في واشنطن”.
وقال خير: “بات من شبه المؤكد الآن أن القوات المسلحة السودانية رفضت وقف إطلاق النار. سيكون هذا محرجًا للقاهرة، بعد أن كلف ترامب السيسي فعليًا بضمان موافقة القوات المسلحة السودانية على الخطة الأمريكية. على القاهرة الآن أن تتخلى عن دورها المفضل في المنطقة كصانع سلام، وربما تنخرط أكثر في حرب السودان”.
لمواجهة الانقسام بين دارفور التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع وبقية أنحاء السودان، تُنشئ مصر والجيش السوداني غرفة عمليات مشتركة أخرى في الأبيض، شمال كردفان، لتنسيق الجهود لوقف تقدم قوات الدعم السريع واستعادة المدن الرئيسية.
وقال المصدر الأمني المصري رفيع المستوى: “سيسمح هذا بوجود الجيش السوداني في المناطق التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع مؤخرًا، ويعزز استقرار المنطقة ككل”.






