
كشف مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لكلية الصحة العامة بجامعة ييل الأميركية عن توثيق أكثر من 150 تجمعًا للجثث في مدينة الفاشر ومحيطها، ظهرت عقب سيطرة الدعم السريع على المدينة، في ما وصفه التقرير بأنه مجزرة جماعية واسعة النطاق ومنهجية، رافقتها محاولات متعمدة لتدمير وإخفاء الأدلة عبر دفن وحرق ونقل الرفات البشرية.
تُتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة في الفاشر بعد اجتياحها المدينة أكتوبر الماضي ، شملت عمليات قتل جماعي، وإعدامات ميدانية، وجرائم عنف جنسي واسعة النطاق، وفقًا لتقارير متطابقة وشهادات ناجين.
وأشار تقرير حديث لمختبر البحوث الإنسانية إلى أن حملة القتل الجماعي التي شنتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، استهدفت المدنيين الذين كانوا يحاولون الفرار من المدينة، وأولئك الذين كانوا يلتمسون اللجوء في حي “درجة أولى”.
شهدت هذه المناطق أبشع الانتهاكات التي وثقتها مقاطع فيديو صورها منسوبو قوات الدعم السريع ونشروها على مواقع التواصل الاجتماعي، كما تحدث ناجون نزحوا إلى “طويلة” و”الدبة” عن أعمال قتل واغتصابات في طرق الفرار من المدينة.
واعتمد التقرير على تحليل صور الأقمار الصناعية وتحقيقات المصادر المفتوحة، وحدد وجود مجموعات من البقايا البشرية في جميع أنحاء مدينة الفاشر ومحيطها، وصولًا إلى السواتر الترابية التي أنشأتها قوات الدعم السريع خلال حصار المدينة الذي استمر لأكثر من عام ونصف.
وأظهرت متابعة هذه التجمعات عبر الأقمار الصناعية، منذ اجتياح المدينة وحتى أواخر الشهر الماضي، تغيرات في أحجامها واختفاء بعضها بمرور الوقت، ما يعزز فرضية إخفاء الجرائم وطمس الأدلة. كما رُصد نشاط مكثف لمركبات تتطابق مع تلك المستخدمة من قبل قوات الدعم السريع قرب عدد كبير من هذه المواقع.
ورصد التقرير أربعة أنماط رئيسية لتوزيع وتوقيت مواقع التجمعات، تشمل قتل مدنيين أثناء محاولتهم الفرار من الفاشر، وعمليات قتل جماعي من منزل إلى منزل، وعمليات تصفية في مواقع يُرجح ارتباطها بالاحتجاز، فضلًا عن حالات قتل جماعي داخل منشآت عسكرية.
ورغم توثيق منسوبيها لعمليات القتل الجماعي، تقلل قيادة قوات الدعم السريع وتحالف السودان التأسيسي من حجم الجرائم المرتكبة في الفاشر. وكان قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، قد وصف ما جرى بـ”التجاوزات”، معلنًا تشكيل لجنة تحقيق












