
نفت ولاء البوشي وزيرة الشباب والرياضة السابقة في عهد حكومة عبدالله حمدوك، في منشور بعنوان “شهادتي أمام الله والتاريخ”، عن نفسها تهمة الانتماء إلى الدعم السريع، وتطرقت إلى منح المدينة الرياضية إلى حميدتي لتصبح مركزا عسكريا، وقالت إنها اعتذرت مسبقاً، وللحقيقة وللتاريخ كذلك، لأنها في كل مرة تحدثها نفسها أن الوقت غير ملائم، لكن لنفسها عليها حق”.
وأشارت البوشي إلى أن هناك من يتناقلون الأكاذيب على صفحات التواصل الاجتماعي وفي مجالسهم، منذ العام الماضي، في محاولة خبيثة مدفوعة بادعاء أنها تنتمي إلى الدعم السريع بتمويل إماراتي، ونوهت إلى أن هذا كذب صريح، وهم مسؤولون عنه أمام الله، وأضافت “تشهد لي مواقفي خلال عملي في الحكومة الانتقالية، فقد كان موقعي مسؤولية وطنية أخذتها على محمل الجد، ونويت بها خدمة البلاد والعباد، وأحمد الله أن وهبني حب الخير وأن تقبل عملي.”.
وأشارت البوشي إلى أن هناك بعض المواقف دفعت قوات الدعم السريع إلى تقديم شكوى ضدها إلى مجلس الوزراء، بحجة أنها تستقصدهم، وقالت إن الموقف الأول يتمثل في عندما احـ..ـتلت قوات الدعم السريع أراضي المدينة الرياضية، وكانت حينها قد بدأت في إجراءات ملف فساد المدينة الرياضية، تقوده بنفسها حتى لا يتم التلاعب بالأدلة.
وأضافت “أثناء إحدى الزيارات الميدانية، تهجم عليّ أفراد من الدعم السريع وأشهروا أسلحتهم وأحاطوني في تلك اللحظة ذكّرت نفسي أنني أمثل شباب الثورة، وإن متّ فسأموت بشرف وقوة وزجرتهم واحداً واحداً، ثم اتصلت غاضبة بوزير الدفاع رحمه الله – وقلت له بالحرف: “إن كتبت على صفحتي في فيسبوك لشباب المقاومة واستنجدت بهم، سيحدث انقلاب هنا والآن”.
فطلب مني الانتظار، ثم اتصل بي حميدتي، وواجهته بنفس الغضب والتهديد، لأني كنت أعلم أن ظهري مسنود برفاقي في الميدان، تأسف حميدتي، وذكر أنه سيتخذ إجراءات ضد جنوده، فقلت له إن شرطي أن تُخلي قواته المدينة الرياضية خلال أسبوع، فوافق، وتم الإخلاء تماماً في المدة المتفق عليها.
الموقف الثاني:
قمت بزيارة إلى أرض المعسكرات التي كانت محتلة بواسطة الدعم السريع، وعلمت أن هناك معتقلاً به سجناء. اقتحمت المعتقل وسألتهم: “هل بينكم من اعتُقل من فضّ الاعتصام؟” لأني كنت مهمومة بالمفقودين. فأجابوني بأنهم يتبعون للدعم السريع. قلت للمسؤولين هناك: “أنتم مسؤولون أمامي إن مات أو فُقدت روح في هذا المعتقل.” ثم طالبت بإخلاء أرض المعسكرات التابعة للمدينة الرياضية، وتم الإخلاء.
بعدها خاطبني مجلس الوزراء بأن قوات الدعم السريع تشتكي مني وتقول إنني “قاصداهم”. فكان ردي أن واجبي كوزيرة ثورة تدعو للحكم المدني هو المحافظة على الممتلكات العامة، وإن لم يرغبوا في الصدام معي فعليهم الابتعاد عن ممتلكات وزارة الشباب والرياضة، وإلا فسأكون لهم بالمرصاد، فهذه وظيفتي.
الموقف الثالث:
وصلني في مكتبي خطاب من القصر الجمهوري من البرهان، ينص على تكوين لجنة عليا للرياضة في السودان برئاسة حميدتي، ونائب الرئيس ولاء البوشي (أنا)، ورئيس اتحاد كرة القدم، وعدد من الأسماء الكبيرة المشبوهة في الوسط الرياضي. كان الغرض واضحاً بالنسبة لي: التعدي على السلطات المدنية ومكاسب الثورة، وعسكرة الرياضة واستمرار فسادها.
اتصلت برئيس الوزراء وأخبرته نصاً: “هناك خياران، إما أن أخرج في مؤتمر صحفي وأعلن استقالتي علناً، أو أن يُلغى هذا القرار.” فأخبرني أنه سيتحدث إلى البرهان، وفي أقل من ساعة تم إصدار قرار من البرهان بإلغاء قراره الأول.
بهذا أعادت الوزارة هيبتها وتحررت من قبضة العسكر بشقيهم. بعدها دُفعت أموال لبعض الصحفيين لإدارة صحفيين حملة إعلامية ضدي في الصحف والسوشيال ميديا، لكني تجاهلتها، لأني أعلم أن طريق الثورة والإصلاح مليء بالتضحيات، وقد مات فيه الرفاق، وسنتحمل السهام من أجل الحق.
الموقف الرابع:
في أحد اجتماعات المجلسين، أدلى حميدتي بتعليق مهين بحق المدنيين. سكت الجميع، فقلت له بالإنجليزية: This is unacceptable، فهاجمني غاضباً قائلاً: “نحن سكتنا ليك كتير، وإنت قايلة نفسك منو؟” فأجبته: “إنت قايل نفسك منو؟ ما تفتكر عشان عندكم سلاح بنخاف منكم، نحن ما جرينا من الرصاص ولا البمبان، ما حنجري منكم وما بنخاف.”
عندما اشتد الموقف رُفع الاجتماع، ثم جاءني وزير الدفاع وقال إن حميدتي يريد الاعتذار، فقلت: “بإمكانه أن يأتي إلى هنا، أنا لا أذهب إليه.”
وبالفعل، عاد واعتذر أمام الجميع، وقبلت اعتذاره. وفي يوم آخر مازحني قائلاً: “إنتي فارسة، وبتواجهي مواجهات ما بواجهوها الرجال.” وهذه شهادة من خصم.
بعد هذا الموقف، انتشرت إشاعة أن حميدتي صفعني. يعلمون لماذا؟ لأنهم يعرفونني جيداً، وحاولوا اغتيال شخصيتي، لكنهم واهمون، بحول الله وقوته.
عندما خرجت من وزارة الشباب والرياضة بعد الانقلاب الأول على الوثيقة الدستورية، لم يكن هناك أي منسوب لأي جهة عسكرية بالمدينة الرياضية أو أرض المعسكرات أو أي منشأة تابعة للوزارة. كما تمت معالجة أكبر ملف فساد في تاريخ السودان، وكنت أول وزيرة تسلّم ملف فساد للنائب العام في أول يوم عمل لها، في تاريخ حكومة الثورة، وسلمت الأدلة للشعب مباشرة، لأني كنت حريصة إن قُتلت أن أكون قد سلمتكم الأمانة.
كل خصومي يعلمون أني لا أسعى لمال ولا لمنصب، ولي نجاحاتي العلمية والعملية في إفريقيا وخارجها قبل الوزارة، وبمجهود شخصي خالص وبفضل الله. لكن هناك من يعملون حثيثاً لإبعاد من يحملون همّ السودان حقاً، والذين لا يُشترون ولا يُباعون، لإسكاتهم وإقصائهم عن قول الحق.
منذ ابتعادي عن الوزارة، عدت إلى الشوارع معكم أيام الانقلاب، ولم أعمل مع أي جهة، ولم أتلقَّ أموالاً. أصابني ما أصابكم من فقدان الممتلكات. وخلال الحرب كنت في بريطانيا، وهناك بفضل الله أتممت ماجستير السياسة العامة من جامعة أكسفورد، وتخرجت بنتيجة مشرفة بعد منحة من الجامعة، وهو الماجستير الثاني بعد منحة “شيفنينغ” من جامعة إمبريال عام 2013.
كل من يدّعي أنني تلقيت أموالاً إماراتية أو تم “تذويبي” في الدعم السريع فهو كاذب مدفوع الأجر، يقوم بعمل خبيث ويستخدم معلومات مضللة لإبعاد من هم قلب الثورة، وهمهم السودان والسودان وحده. ومنهم من تحسبونهم أبطالاً الآن، لكنهم ليسوا كذلك؛ فمَن يكذب ويضلل الناس احذروه، إلا إن عاد وأقرّ بذنبه علناً وأعاد الحقوق








