
متابعات : اليوم نيوز
فقدت الساحة الفنية والثقافية السودانية فجر اليوم الثلاثاء الموسيقار والباحث الدكتور عبد القادر سالم، الذي وافته المنية إثر مرض لازمه لفترة طويلة، بعد رحلة عطاء امتدت لأكثر من خمسة عقود في مجالي الغناء والبحث الموسيقي.
وُلد الراحل بمدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان عام 1946م، وبرز اسمه على المستوى القومي منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، حيث شكّل حضوره علامة فارقة في تطوير الغناء السوداني المرتبط بالتراث، لا سيما تراث إقليم كردفان، الذي مثّل محوراً أساسياً في مشروعه الفني والأكاديمي.
وخلّف الدكتور عبد القادر سالم إرثاً غنائياً ثرياً، تجاوز الأربعين عملاً مسجلاً بالإذاعة السودانية، إلى جانب عدد من الأغنيات المصورة التي وثّقت للبيئة الكردفانية وجمالياتها، والمحفوظة ضمن أرشيف التلفزيون القومي. ومن أبرز أعماله: مكتول هواك يا كردفان، بسامة، نجوم الليل، ليمون بارا، وكل ما قلت أغني.
وعلى الصعيد الأكاديمي، عُرف الراحل كباحث متعمق في الموسيقى التراثية، قدّم دراسات وأوراقاً علمية ومحاضرات تناولت الأنماط الغنائية السودانية وتأثير البيئة في تشكيلها، إلى جانب إسهاماته المنتظمة في الصحافة الثقافية.
وتلقى عبد القادر سالم تعليمه بمعهد إعداد المعلمين بالدّلنج، وعمل في مجال التعليم قبل التحاقه بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح عام 1970م، حيث نال درجة البكالوريوس. وحصل لاحقاً على درجة الماجستير عام 2002م، ثم درجة الدكتوراه في الموسيقى عام 2005م من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.
كما شارك الراحل في تمثيل السودان بعدد من المهرجانات والمحافل الدولية في أوروبا، مسهماً في تعريف العالم بالموسيقى السودانية وتراثها الغني.
وبرحيل الدكتور عبد القادر سالم، يطوي السودان صفحة مشرقة من تاريخ موسيقاه، ويفقد صوتاً بحثياً وفنياً ظل وفياً للتراث ومعبّراً عن تنوعه وعمقه الإنساني. رحم الله الفقيد، وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.










