
لا يوجد سبب مقنع لتأخير إعلان وزير للخارجية في حكومة الأمل، أو على الأقل، تصعيد وزير الدولة الحالي عمر صديق ليتحرك بصلاحيات كاملة وفعالية. هناك غموض يلف هذا الأمر، حتى أن الهمس بدأ يتعالى عن محاولات إضعاف هذه الحكومة، وترك مساحة شاغرة للجنـ.جويد أو جناحهم السياسي.
في الوقت نفسه، تتسع مساحات حركة حلفاء المليشيا في الخارج، وتبرز مناورات كفيلهم الذي ضغط عليهم لإعلان سلطتهم في نيالا، ولو بصورة ديكورية، وذلك تمهيداً للسيناريو القادم. كل هذا يحدث بينما لا تتوقف مطارات وموانئ دول الجوار عن تسهيل وصول شحنات الأسلحة والمرتزقة. ومع ذلك، يظل مقعد وزير الخارجية، رغم أهميته، شاغراً. أي عجز وأي غفلة يا هؤلاء؟
مؤكد أن ترك أهم موقع سيادي بلا قيادة هو هدية مجانية لأعداء السودان في الخارج، وفراغ يملأ بأكاذيب الخصوم وضجيجهم، سيما وأن الحرب اليوم ليست في كردفان ونيالا وحدها، بل في العواصم والهيئات الدولية. ومن دون وزير خارجية قوي، لن يجد السودان من يرد على الأكاذيب ، ويفسد المؤامرة، أو يطرق أبواب العالم بموقف واضح. فهذا التأخير لم يعد مجرد بطء إداري، بل هو تفريط في السيادة، وتقصير يرقى إلى مستوى العجز السياسي.