:: إحاطة رئيس الوزراء كامل إدريس بمجلس الأمن الدولي، أو فلنقل مبادرته، تذكرني حكاية توصية بحث تخرُّج لطلاب من ذوي الخيال الواسع.. لقد بحثوا ميدانياً في القُرى النائية، وكشفوا حالات حرجة، وفحصوا عينات عشوائية، ثم قدموا بحثهم لمشرفهم بالجامعة، وكانوا قد ختموها بتوصية مفادها : (هذا وقد أثبت البحث أن أكثر النساء عُرضة للولادة هن النساء الحوامل)..!!
:: لا جديد في إحاطة رئيس الوزراء و مبادرته، علماً بأن الوعد كان تقديم (مبادرة مهمة)، وعلى ألسنة المستشارين قالوا إنها مكملة لخارطة الطريق التي قدمتها الحكومة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية ثم وسطاء منبر جدة قبل عام تقريباً، ولكن إحاطة سيادته لم تضف في خارطة الطريق ( جٌملة جديدة)..!!
:: وقف إطلاق النار و انسحاب الدعم السريع من المناطق المتواجدة بها، تسهيل عودة النازحين لمناطقهم ونزع سلاح الدعم السريع، إعادة الدمج وتأهيل المقاتلين السابقين للاندماج في المجتمع، حوار سوداني سوداني للاتفاق حول الديمقراطي، وتحقيق العدالة والمصالحة الشاملة، هذا ملخص الإحاطة (المبادرة)، مع كثير إنشاء و إسهاب و إطناب، فما الجديد فيها ..؟؟
:: ما لم يكن شعب الله المنكوب مصاباً بالزهايمر، كذلك أعضاء مجلس الأمن، فإن ما أسماها رئيس الوزراء والمستشارين بالمبادرة المهمة هي ذات البنود التي تم الإتفاق عليها بجدة في مايو العام 2023، أي بعد أسابيع من غدر آل دقلو بالناس والبلد، وكذلك هي ذات بنود خارطة الطريق التي طرحتها الحكومة وقدمتها لتلك الجهات في فبراير الماضي..!!
:: لا جديد في إحاطة ومبادرة رئيس الوزراء غير ( اللُغة)، و إعادة صياغة بنود إتفاق جدة و خارطة الطريق، كقوله (توفير فرص عمل للمقاتلين السابقين)، أي للجنجويد، وهذا ما أسمته خارطة الطريق و اتفاق جدة بالدمج، أي إستيعاب الصالح في الجيش وغير الصالح في المجتمع، علماً بأنهم -عن بكرة أبيهم وكفيلهم – غير صالحين ..!!
:: المهم .. ما لم يكن هناك هدف آخر – تحت السواهي – لهذه الزيارة، كان الأوفق القول بأن هدف ذهاب رئيس الوزراء إلى نيويورك لتأكيد موقف السودان الثابت في مسار السلام، بدلاً عن اللعب بمشاعر الناس و زعم تقديم (مبادرة مهمة)، وكأنها جديدة.. نعم ما قاله رئيس الوزراء أمام أعضاء المجلس (مهم)، ولكنه غير مدهش و لا جديد ..!!
:: والجدير بالإنتباه، لم يرد ذكر الإمارات في إحاطة رئيس الوزراء، رغم أن الحرب في حقيقتها تقودها الإمارات، و أن الجنجويد والمرتقة مجرد مخالب قط .. والمحزن عندما سألوه عن دور الامارات في حرب السودان، رده كان أشبه بردود نشطاء صمود عندما تسألهم الفضائيات ذات السؤال ثم سؤال (وماذا عن دقلو؟)، أي كان الرد مرتبكاً و هزيلاً و غير صريح..!!
:: وعلى العكس تماماً كانت إحاطة كاميرون هيدسون قوية ومباشرة، وقالها : ( استخدمت الإمارات خلال السنتين الماضيتين نفوذها السياسي عبر القرن الأفريقي بجسر جوي عسكري واسع لنقل الأسلحة للمليشيا عبر أنظمة تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان ومنطقة بورتلاند في الصومال، وهذه الأسلحة طورت قدرة المليشيا ومكنتها من ارتكاب الفظائع)..!!
:: لو كانت إحاطة رئيس الوزراء بذات وضوح وقوة إحاطة هيدسون لقلنا أن لهذا السفر (فائدة) بالإضافة للخمس الفوائد التي ذكرها الشافعي، ولكنها -للأسف – كانت إحاطة مٌجاملة للإمارات بتفاديها .. والأدهى والأمر، لم يطلب السودان حق الرد على إتهامات مندوب الإمارات، بل إستمع وغادر صامتاً، وكأن عدم الرد – أيضاً – متفق عليه ..!!






