
أكد كبير مفاوضي حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، ووزير المعادن السابق، محمد بشير أبو نمو، أن الحركات المسلحة لم تتمكن من الإيفاء بوعودها للنازحين واللاجئين بسبب ظروف موضوعية، في مقدمتها الحرب الجارية حالياً في البلاد، إلى جانب تراخي الحكومة وضعف حماسها لتنفيذ بنود الاتفاق.
وأوضح أبو نمو، أن الحديث عن الوفاء بالوعد «قد لا يكون دقيقاً» في ظل طبيعة الاتفاقات التي تُبرم بين حكومة تملك كل شيء وحركات كفاح مسلح لا تملك سوى جيوشها وأسلحتها التي تسلمها للحكومة في نهاية المطاف، مضيفاً: “نعم، للأسف لم نوفِ بوعودنا للنازحين، لكن ذلك ليس تراجعاً عن الالتزام، بل بسبب ظروف خارجة عن الإرادة.”
وردّ أبو نمو على الانتقادات التي تقول إن الحركات المسلحة اكتفت بالمناصب وتخلّت عن قضايا النازحين، قائلاً إن هذا الحديث غير صحيح، وإن التأخير في تنفيذ الاتفاق بكل ملفاته هو السبب الحقيقي وراء تعثّر تحقيق الأهداف الإنسانية والاجتماعية التي نصت عليها الاتفاقية.
وأشار في تصريح لـ”دارفور الآن” إلى أن الملف السياسي وحده هو الذي نُفذ حتى الآن، أي ما يتعلق بتقاسم السلطة، بينما ظلت بقية البروتوكولات حبراً على ورق، نتيجة لاستمرار الحرب وعدم توفر الموارد المالية المطلوبة للتنفيذ.
وفي تقييمه لحصيلة اتفاق جوبا بعد مرور خمس سنوات، قال أبو نمو إن الفترة الانتقالية الأولى انتهت وتم تعديل الوثيقة الدستورية لتمديدها لفترة جديدة مدتها 39 شهراً، معبّراً عن أمله في انتهاء الحرب قريباً حتى تتمكن الدولة من توفير استحقاقات الاتفاق واستئناف تنفيذه بشكل كامل.