
(أدونا السودان وبنقسِم ليكم منو) .. عطفاً على العبارة السابقة فإن أغبى وأقصر جلسة تفاوض خضتها كانت بيني وبين إبني ذو الثلاثة أعوام قبل مدة طويلة بعد جولات عديدة حاثاً إياه فيها على البعد عن المثلجات بمختلف صنوفها وتشكيلاتها بداية من ( الداردمة) ووصولاً حتى ال (cold stone cramery) الذي يتربع على قائمة صناعة المثلجات ببلاد العم سام إن أنعم الله عليه بزيارتها ذات لوتري ، أطفالنا يعانون من قلة المناعة حيث أن ثلاثون جرام من آيسكريم الكركدي سئ الطعم والصنعة كفيل أن يجبرك على زيارة كل أخصائيي الأطفال في مدينتك وإرهاق ميزانيتك بفواتير الأدوية التي صارت تنافس المخدرات سعراً وصعوبة منال .
في المحاورة الأخيرة وبعد أن تأكد من رفضي القاطع لفكرة الشراء قال لي (لو إشتريت لي ايسكريم بديك منو)، تعجبت من البجاحة والجرأة في طرح الفكرة و(قوة العين) كما نسميها نحن السودانيين وأول ما تبادر إلى ذهني سياسة المليشيا وجناحها صاحب التخطيط الفاشل والذي أوردهم موارد الهلاك ومن قبله الأطراف الخارجية الداعمة للتمرد متمثل في عدد من الدول برع بعضها في التخفي وعجزت الإمارات أن تجد ورقات من شجرة التين لتخفي عنا سوأتها التي بدت لنا بعد أن أكلت لحمنا وشربت من دمنا المحرم عليها ديناً وعرفاً ولكن لسنا بذلك الضعف ونؤمن أن الديان لا يموت وأن لنا صولة وجولة .
تبادر إلى ذهني جرأتهم في الضغط على الجيش السوداني في بداية الحرب للقبول بالتفاوض ، فاوضوا الجيش على شئ يخصه ويملكه ألا وهو قوامته ومسئولياته تجاه الشعب السوداني ، أرادوا من الجيش الجلوس للتفاوض والسواد الاعظم من الشعب خارج بيوتهم التي إحتلها الجنجويد ، أرادوا كل ذلك ضغطاً علينا وقواتهم تهدد ولاية القضارف بهجوماتها على ميجر ٥ والخياري بتخوم الفاو بوابة ولاية القضارف ، تقدماتهم من مصفاة الجيلي شمالاً وإقترابهم من مدينة شندي بعد دخولهم لعدد من قرى حجر العسل ، إستلامهم لمدينة سنجة وتمددهم حتى الدندر وتمشيطهم لقرى تقارب مدينة الحواتة الواقعة على مرمى حجر من مدينة القضارف بإتجاه آخر ، إقامتهم بقرى النيل الأبيض ومدنها الكبيرة عدا القليل ، حصارهم للأبيض من كل الإتجاهات وتواجدهم داخل جزء من المدينة ، حصارهم للمهندسين والمدرعات وللقيادة العامة التي لا يشفى فيها مريض ولا يعالج فيها جريح حتى جُبرت العظام على الكسور فعظم الله الأجر ، الآن تعزف المليشيا بداعميها وجناحها السياسي على نفس الوتر الصدئ وقواتنا الباسلة في قلب كردفان والتي تتخذها المليشيا كآخر خط دفاع عن نطاق سيطرتهم المزعوم بولايات دارفور والتي ما زالت الفرقة السادسة مشاة تنبض قلباً لقواتنا المسلحة وتضخ فينا دماء الصبر والثبات ، قيادة الجيش السوداني لم تساومكم حين ضعف أتساومكم حين قوة ؟ ، قيادة القوات المسلحة واعية مسئولة على علم تام بما يصلح هذي البلاد وما يضرها فليكن الشعب السوداني على يقين أنها لن تقف موقفاً يخزي هذا الشعب الذي فداها بكل ما يملك والتف تحت رايتها وقدم لها نفسه ونفيسه وشاركها ضيق الخنادق وغبار القتال ، فلتكونوا على ثقة ( لن يؤتى السودان من قبل القوات المسلحة ) .
تقبل الله الشهداء.. شفى الجرحى.. رد المفقودين
العزة والرفعة والمنعة لقواتنا المسلحة الباسلة