في كل مرة يثبت حمدوك وشلته من القحاتة انهم مصابون بمرض نفسي خطير يسمى (الكيزانوفوبيا) يستدعي ان يحالوا به جميعاً على وجه السرعة إلى مستشفى الأمراض النفسية والعقلية لإنقاذ ما يمكن انقاذه من المرض الذي يسيطر بشكل كلي على تفاصيل حياتهم
فيبدوا ان الخلعة الذي ادخلها المؤتمر الوطني والكيزان في حمدوك وشلته عند صغرهم لن تخرج بالساهل على شاكلة خلعة (الصقر) الدخلها في (الديك) لمن كان ( سوسيو) في النكتة السودانية المتعارف عليها
الخلعة تجلّت في نيروبي حينما تهافتت أحزاب قحت ومعهم حركة عبدالواحد محمد نور لتوقيع إعلان مبادى سمي جزافاً (بناء وطن جديد) خلاصته توقيع مذكرة تدعو لتصنيف المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية منظومة إرهابية بينما غفلوا أو تغافلوا عمداً عن ذكر الدعم السريع الذي لم يترك جريمة في الدنيا لم يرتكبها ومع ذلك عمل المجتمعون في نيروبي ( أضان الحامل طرشاء)
ما جرى في نيروبي ليس حدثاً سياسياً عابراً، بل فضيحة أخلاقية مكتملة الأركان. حمدوك وشلته وقعوا ما سمّته «إعلان مبادئ»، ورفعوا مذكرة لتصنيف حزب المؤتمر الوطني «منظمة إرهابية»، بينما ابتلعوا ألسنتهم وصمتوا صمت القبور عن أبشع الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق الشعب السوداني. هذا ليس اختلافاً في التقدير، بل انحطاط في الموقف، وسقوط مدوٍّ لكل إدعاءات الوطنية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
أي مبادئ هذه التي تبدأ من نيروبي ولا تمر على المقابر الجماعية التي خلفتها المليشيا في مناطق واسعة من السودان كدليل على أنهم قتلى ومجرمين
وأي أخلاق سياسية تجرّم حزب سياسي يقف شبابه ورجاله ونساءه في صف الوطن دفاعاً عن الأرض والعرض ومكتسبات الشعب ، وتمنح القاتل والمغتصب وناهب المدن صكّ صمت وحصانة غير معلنة؟
إن الإرهاب لا يُعرّف بالمواقف السياسية ولا بالخصومات التاريخية، بل يُعرّف بالفعل الإجرامي. فمن يتجاهل جرائم الدعم السريع من القتل على الهوية، تشريد الملايين، اغتصاب النساء، إحراق القرى، وتدمير الدولة إنما يمارس تزويراً فاضحاً للوعي، ويشترك عملياً في هذه الجرائم حتى وان لم يرتدي الكدمول.
الصمت الذي يمارسه حمدوك وشلته ليس حياداً بل تواطؤ صريح. تواطؤ مع القتل، ومع الخراب، ومع مشروع تفكيك السودان. ومن يختار الصمت أمام هذه الفظائع، لا يملك أي حق أخلاقي في الحديث عن العدالة أو الانتقال الديمقراطي أو الدولة المدنية.
الأكثر وقاحة أن تُكتب هذه المواقف خارج السودان، بعيداً عن المدن المنكوبة، وعن معسكرات النزوح، وعن أصوات الأمهات الثكالى. هناك، في نيروبي، فما لايعرفه حمدوك انهم كتبوا على أنفسهم الانفصال نهائياً عن وجدان الشعب، واستبدلوا الشارع السوداني برضا الخارج، والدم السوداني بحسابات التحالفات الخبيثة
التاريخ لن ينسى. وسيسجّل أن هناك من اختار أن يطعن الحقيقة، ويكافئ الجريمة بالصمت، ويستخدم لافتة «الإرهاب» كسلاح سياسي رخيص.
في نيروبي سقطت الأقنعة بلا رجعة، وانكشفت الحقيقة القاسية: المشكلة لم تعد خصومة سياسية ، بل عمالة وارتزاق مِن من تخلّى عن الوطن وهو يدّعي الوطنية .





