كشفت مصادر ميدانية مطلعـة عن تحرك جماعي لأكثر مـن ألف مقاتل من أبناء كردفان المنضوين تحت صفـوف مليشيا الدعم السريع وذلك في منطقـة دوماية بجنـوب دارفور، للمطالبة بـاستحقاقاتهم المتأخرة وحقوقهـم التى جـرى تجاهلها عمدًا.
وبحسب المصادر، فإن حالة الغضب لم تعد مقتصرة على تذمر فـردي أو شکاوی هامسة، بـل تحولت إلى موقف جماعي منظم، عبر فيه المقاتلـون عن سخطهم مـن سياسات التمييز والعنصرية داخـل المليشيا، مؤكديـن أنهم استخدموا كوقود للحرب وزج بهـم في الخطوط الأمامية، بينما حظيت مجموعات أخـری بالامتيازات والغنائم والحماية.
مقربون من دوائر القيادة أقـروا وفق ما تسرب بأن أبناء شمال كردفـان جـری استقطابهم عبر وعود مالية وشـعارات زائفـة، سرعان ما تلاشت على أرض الواقع، ليصطدمـوا بمنظومـة داخلية تدار بمنطق قبلىضيـق، لا تعتـرف بالتضحيات ولا تكترث للخسائر البشـرية.
وتشير المعلومـات إلى أن هذا التحرك أريك قيادات ميدانية في جنـوب دارفور، التي سعت لاحتواء الموقف عبـر وعود جديدة، وسط مخاوف حقيقية مـن اتساع رقعة التململ وتحوله إلى انشقاقات فعلية، خاصة في ظل تصاعد الخسائر، وتراجع الموارد، وتنامي الشكوك حـول مستقبل المليشيا.
ويـری مراقبـون أن ما حدث في دوماية لا يمكـن فصله عن حالة التفكك الداخلى التي بدأت تطفوعلى السطح، بعد أن سقطت شعارات (العدالة) و(نصرة الهامش)، وانكشفت المليشيا ككيان إجرامي تحكمه المصالح الضيقة، لا مشروع له سوى القتل والنهب.





