سد النهضة.. أزمة مائية تهدد الاستقرار الإقليمي بين مصر والسودان وإثيوبيا
تقرير محمد الكناني – اليوم نيوز – قضية سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق تعد من أكثر الأزمات التي تشغل الرأي العام في مصر والسودان منذ عام 2011.
تشعر مصر والسودان بالقلق من تأثير هذا السد على حصصهما المائية من نهر النيل، وهو ما يهدد أمنهما المائي. تمثل هذه القضية أيضًا تحديًا كبيرًا للتعاون الإقليمي في مجال الموارد المائية بين دول حوض النيل.
الموقف المصري من سد النهضة
تخشى مصر من أن يؤثر سد النهضة بشكل سلبي على حصتها السنوية من مياه النيل، والتي تعد المصدر الرئيسي للمياه العذبة في البلاد. ترى الحكومة المصرية أن تشغيل السد بشكل غير منظم قد يؤدي إلى نقص كبير في المياه، مما يؤثر على الزراعة والصناعة والاحتياجات اليومية للمواطنين.
لذا، قامت مصر باللجوء إلى الوسائل الدبلوماسية والتفاوضية للضغط على إثيوبيا للتوصل إلى اتفاق يضمن حقوقها المائية. كما طرحت مصر قضية السد أمام مجلس الأمن الدولي كجزء من جهودها لجذب الانتباه الدولي إلى مخاطر السد.
الموقف السوداني من سد النهضة
السودان يشترك في نفس المخاوف مع مصر بشأن تأثير سد النهضة على تدفق المياه. بالإضافة إلى ذلك، يواجه السودان تحديات إضافية تتعلق بأمن السدود والبنية التحتية المائية.
يخشى السودان من أن يؤدي السد إلى تغييرات في تدفق المياه التي يمكن أن تؤثر على توليد الطاقة الكهربائية والزراعة في البلاد. على الرغم من هذه المخاوف، أظهر السودان في بعض الأحيان تفاؤلاً بحذر حول الفوائد المحتملة للسد، بما في ذلك إمكانية تحسين إدارة الفيضانات.
ومع ذلك، يظل السودان مصرًا على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم ملء وتشغيل السد.
التعاون المصري السوداني في قضية سد النهضة
تعززت العلاقات بين مصر والسودان في السنوات الأخيرة بفضل التعاون الوثيق بشأن قضية سد النهضة. عقد البلدان عدة لقاءات دبلوماسية ومشاورات لتنسيق مواقفهما والعمل على تحقيق مصالحهما المشتركة.
في هذه اللقاءات، أكد البلدان على وحدة مصيرهما في مواجهة التحديات المائية الناتجة عن سد النهضة، وطالبا بضرورة التوصل إلى اتفاق يحافظ على حقوقهما المائية.
كما اتفقت الدولتان على أهمية استخدام الوسائل الدبلوماسية والمفاوضات لحل النزاع بشكل سلمي.
الجهود الدولية لحل النزاع
لعبت الجهود الدولية دورًا مهمًا في محاولة حل النزاع حول سد النهضة. قامت عدة دول ومنظمات دولية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، بمحاولة التوسط بين الأطراف المعنية.
قدمت هذه الجهات مقترحات ومبادرات تهدف إلى تحقيق توافق بين مصر والسودان وإثيوبيا. على الرغم من هذه الجهود، إلا أن التوصل إلى اتفاق شامل ومُلزم بين الدول الثلاث لا يزال بعيد المنال، مع استمرار الخلافات حول مسائل ملء وتشغيل السد وتقاسم المياه.
رد فعل إثيوبيا تجاه المواقف المصرية والسودانية