
تقرير :ضياء الدين سليمان
يبدو ان الأوضاع داخل الدعم السريع في طريقها إلي الانفجار بعد ان كثرت شكاوى عدد كبير من عناصر المليشيا من الضباط والجنود من التمييز العنصري والمتعلق بمحاباة مكونات اجتماعية وقبائل بعينها وتفضيلها على قبائل أخرى الأمر الذي جعل الأوضاع داخل المليشيا عل صفيح ساخن وقابلة للانفجار في اي وقت قادم
ولم تفق المليشيا من صدمتها الناتجة عن فقدانها السيطرة على عدد واسع من المناطق التي كانت تحت قبضتها مع التقدم المستمر الذي يحرزه الجيش داخل عمق مناطق حواضنها الاجتماعية حتى وجدت نفسها أمام تحدي لم عقدها الذي انفرط ووضع المليشيا على حافة الانهيار.
شكاوى عديدة
وشكا عدد كبير من عناصر مليشيا الدعم السريع أصيبوا خلال المعارك، من عدم تلقيهم الحد الادنى من العلاج والرعاية الطبية بسبب ما اسموه بالتمييز العنصري الذي يمارسه المشرفون من قيادات المليشيا على علاج المصابين داخل وخارج السودان.
وبحسب مصادر مقربة من المليشيا فان المعارك الاخيرة التي افضت الي تحرير الجيش لكل من الجزيرة والخرطوم وفتح الطريق القومي الرابط بين مدينتي كوستي والابيض خلف الالاف من الجرحى داخل مليشيا الدعم السريع عطفاً على وجود آلاف اخرى من جرحى العمليات جراء القتال الذي دخل عامه الثالث ، بعضهم في مناطق بعيدة جدًا عن مراكز الخدمات الطبية.
وقال عدد كبير من عناصر المليشيا ان المنتمين الي الماهرية والذي يمكسون بملفات علاج الجرحى يمارسون تمييزاً عنصرياً ويلجأون الي تأخير علاج أي فرد لا ينتمي الي قبيلتهم مما ولد حالة من الغبن داخل اوساط الدعم السريع
تهديدات
وارتفعت الاصوات داخل اورقة الدعم السريع للمطالبة بالمساواة وتوزيع فرص العلاج بالتساوي بين الأفراد والجنود والا تكون حكراً على مكونات اجتماعية معينة
حيث هدد أحد عناصر الدعم السريع ينتمي الي قبيلة الفلاتة بالتمرد اذا لم تستجيب القيادة الي الشكاوى التي ظلوا يرددوها لعامين مشيراً الي أنهم (وصلوا الحد) على حسب تعبيره
وطالب بإعادة النظر في “ملف الإدارة الطبية وتغيير كل الأشخاص الذين وصفهم بالفاسدين داخل الإدارة”.
وأشار إلى أن بعض المصابين الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية خارج السودان تُمارس الإدارة الطبية ضدهم تمييزًا عنصريًا.
علاج الاقارب
ونفذ عدد من المصابين وقفة احتجاجية أمام مقر الوحدة الطبية في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، مطالبين بالاهتمام بعلاجهم.
وأوضح جندي في الدعم السريع أن الإدارة الطبية تنفذ مهامها في علاج المصابين عبر الوساطات والمحسوبية.
وأضاف: “إذا يوجد أحد أقربائك في الإدارة الطبية فإن ملفك للعلاج الخارجي يكتمل بسرعة وتسافر لتلقي العلاج، وإن لم يكن لديك قريب أو وساطة فعليك الانتظار أسابيع وشهورًا ريثما يُنظر في ملفك”.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله في وقت سابق في الوسائط أحد جنود الدعم السريع وهو يرقد في مستشفى الفؤاد بالخرطوم قبيل تحريرها وهو وضع صحي حرج يناشد اهله بالتدخل من أجل دفع تكاليف علاجه بعد ان فشلت نداءاته التي أطلقها دون أن تجد الاستجابة من قيادة المليشيا
أقارب حميدتي
وقال أحد الضباط المصابين، في رسالة مصورة لقائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، إن أي عنصر من أقارب حميدتي يتم علاجه سريعًا.
وأشار إلى أنه أصيب أمام قائد ثاني الدعم السريع الفريق عبدالرحيم دقلو لكنه لم يجد الاهتمام، متسائلًا: “لماذا أي ضابط يُصاب في العمليات يُذل ويُهان بهذه الطريقة؟”.
وأضاف سبحان الله أصيب معي في نفس المعركة وذكر أنها كانت على أسوار سلاح المدرعات أحد أقارب حميدتي الا انه لم يمكث سوى يوم واحد كان فيه تحت الرعاية الكاملة ليتم أجلاءه بعدها الي تشاد ومنها الي الإمارات بينما نحن يتم اجلاءنا للعلاج تحت الشجر
وكشف عن وجود أكثر من 12 الف مصاب الان موزعين على مدن الفولة ونيالا والضعين دون أدنى حد من الرعاية الطبية.
هروب
وكشف أحد الذين تم القبض عليهم بواسطة قوات الجيش بأحد المنازل بالخرطوم أن قادة الدعم السريع حينما اشتدت العمليات العسكرية في الخرطوم هربوا وتركوا الجرحى دون أن يجلوهم وتركوهم أمام نيران الجيش
وقال أنهم لجأوا الي رفع الراية البيضاء ليبينوا للجيش عن استسلامهم مضيفاً الي ان أحد قادة المليشيا في توتي قال للجرحى قبل أن يهرب حال دخول الجيش الي توتي فإنه سيقوم بعلاجكم وهو ما حدث بالفعل حينما قامت القوات المسلحة باجلاء مصابى المليشيا وعلاجهم وتوفير الرعاية الطبية لهم.