اليوم نيوز

الإمارات تقبل أوراق اعتماد سفير طالبان.. دليل على الانقسام الدولي وكيفية التعامل مع النظام الجديد في أفغانستان

متابعات – اليوم نيوز – في تقرير جديد نشرته صحيفة *فاينانشال تايمز*، يعتبر محللون أن قبول دولة الإمارات العربية المتحدة لأوراق اعتماد سفير حركة طالبان الأفغانية يعد خطوة تعكس الانقسام الدولي حول التعامل مع النظام الجديد في أفغانستان.

 

هذه الخطوة التي أقدمت عليها الإمارات تنضم بها إلى “مجموعة صغيرة ولكن متزايدة” من القوى الإقليمية التي تقيم علاقات مع طالبان، رغم الجهود الغربية لعزل الحركة الأصولية عقب سيطرتها على البلاد في أغسطس 2021.

 

إقامة علاقات إقليمية مع طالبان

الإمارات ليست الوحيدة في هذه المسار؛ فقد قبلت كازاخستان مؤخراً ممثلاً دبلوماسياً لطالبان، بينما زار رئيس الوزراء الأوزبكي عبد الله أريبوف كابل في زيارة تعد الأعلى مستوى لمسؤول أجنبي منذ عودة الحركة إلى الحكم. وتعد هذه التحركات جزءًا من مساعي طالبان المتواصلة للحصول على اعتراف دولي بشرعيتها.

 

الإمارات تلعب دوراً استراتيجياً

الباحث البارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين، حسن الحسن، أكد أن “طالبان متعطشة للاعتراف الدولي”، وأن قرار الإمارات قبول سفير طالبان يحمل أهمية استراتيجية كبيرة.

 

من جانبه، أوضح مسؤول إماراتي أن هذه الخطوة تهدف إلى بناء جسور تسهم في دعم الشعب الأفغاني وتقديم المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى دعم الاستقرار الإقليمي.

 

أبعاد إقليمية ودولية للقبول المتزايد بطالبان

رغم عدم الاعتراف الرسمي من قبل أي دولة بحكومة طالبان، فإن الحركة تؤكد أنها تمتلك دبلوماسيين في عدة دول منها الصين وروسيا والسعودية وقطر.

 

كما أن دولًا أخرى، مثل الهند، تقيم علاقات محدودة مع النظام الجديد في كابل. الباحث كابير تانيجا من “مؤسسة أوبزرفر للأبحاث” في نيودلهي، أشار إلى أن جيران أفغانستان يحشدون جهودهم لضمان الاستقرار في المنطقة، معتبراً طالبان “الكيان الوحيد القادر على المساهمة في تحقيق هذا الهدف”.

 

الفوائد الاقتصادية لطالبان

القبول المتزايد بحركة طالبان يوفر لها فرصًا اقتصادية هائلة، حيث تمتلك أفغانستان احتياطيات ضخمة من المعادن غير المستغلة تقدر قيمتها بنحو تريليون دولار.

 

وأبرمت طالبان العديد من العقود مع مستثمرين من دول مثل إيران وتركيا والصين لاستغلال هذه الثروات، بما في ذلك النحاس والليثيوم. كما فازت شركة إماراتية بعقد إدارة المطارات الأفغانية في عام 2022، ما عزز من مكانة الإمارات كشريك اقتصادي رئيسي في المنطقة.

 

تحذيرات دولية من التعامل مع طالبان

على الرغم من هذه التحركات، يحذر بعض المحللين من الثقة المفرطة في حركة طالبان. فقد كانت باكستان من أوائل الدول التي أقامت شراكة مع حكومة طالبان، لكنها عانت مؤخرًا من تصاعد العنف المسلح من قبل جماعات أصولية، بما في ذلك حركة طالبان باكستان. عدم قدرة طالبان على كبح جماح هذه المجموعات أدى إلى توتر العلاقات بين كابل وإسلام آباد.

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.