في قمة شرم الشيخ التي وُصفت بأنها “قمة السلام التاريخية”، لفت المشهد الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأنظار، إذ تبادل الزعيمان المصافحة والابتسامات أمام عدسات الصحافة قبل بدء اجتماعهما المغلق في منتجع شرم الشيخ، يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 2025، في حدث حمل أبعادًا سياسية ورمزية بالغة.
اللقاء، الذي يأتي ضمن فعاليات قمة شرم الشيخ للسلام الهادفة لإنهاء حرب غزة وإطلاق مرحلة جديدة من الحوار الإقليمي، تزامن مع قرارٍ مثير للجدل أصدرته الرئاسة المصرية يقضي بمنح ترامب “قلادة النيل” — أرفع وسام في البلاد — تقديرًا لدوره في دعم جهود السلام ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، حسب البيان الرسمي الصادر عن رئاسة الجمهورية.
ويُعد منح قلادة النيل لترامب سابقة لافتة في تاريخ العلاقات المصرية الأمريكية، إذ كان آخر رئيس أمريكي نال الوسام هو جيمي كارتر عام 1979، تكريمًا لجهوده في اتفاقية كامب ديفيد. أما هذه المرة، فقد ارتبط التكريم بـ”اتفاق غزة” الذي اعتبره مراقبون نقطة فارقة في مسار الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، لكنه في الوقت نفسه “مجرد بداية” لمسار سياسي طويل وشائك، كما وصفت مصادر دبلوماسية مصرية.
القلادة، المصنوعة من الذهب الخالص والمزيّنة بالفيروز والياقوت، تُعدّ أعلى وسام مدني في مصر، وتُمنح تقليديًا لرؤساء الدول والزعماء الذين قدّموا “خدمات جليلة للإنسانية أو دعموا مصر في قضاياها الكبرى”. إلا أن منحها لترامب أثار نقاشًا حادًا داخل الأوساط السياسية والإعلامية؛ فبينما اعتبر مؤيدون الخطوة “تعبيرًا عن شراكة استراتيجية واعترافًا بجهود السلام”، رأى معارضون أنها “تسييس لرمزية وطنية راسخة” واستخدام للوسام في إطار التحالفات الآنية.
تأتي القمة في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات عميقة، حيث تستضيف مصر أكثر من عشرين زعيمًا عالميًا في شرم الشيخ لبحث ترتيبات ما بعد الحرب، في ظل دعم أمريكي واسع للدور المصري كوسيط إقليمي رئيسي. وبينما يصف البيت الأبيض القمة بأنها “انطلاقة نحو شرق أوسط جديد”، يرى محللون أن “قلادة النيل” أصبحت رمزًا مزدوجًا — يجمع بين الدبلوماسية اللامعة والجدل الشعبي المتصاعد حول حدود التكريم والسيادة
