اخبار

ايمن كبوش يكتب … (والي يدو فاضية.. ووالي شايل شطة).. !

تابعنا على واتساب

نعى… ناعي الإقالة قبل يومين اثنين.. السيد (عابدين عوض الله) والي الولاية الشمالية.. الذي صدر قرار تنحيه من منصبه.. اثر غضبة عليا لم تمهله طويلا.. أسوة برفقاء الدرب من الولاة السابقين.. محمد عبد الرحمن (القضارف) وإسماعيل العاقب (الجزيرة) وتوفيق محمد علي (سنار).. مع أن أسباب رحيل كل هؤلاء، غير المبكي عليهم.. هي ذات الأسباب التي كان ينبغي أن تطيح برؤوس أخرى كثيرة.. ولكن لا يُبقي هذه الرؤوس في المنصب العام هذه الايام، غير القضاء والقدر، حيث هناك (عمر الخليفة) على رأس ولاية النيل الابيض.. وأبو قرون في (نهر النيل)… وثالث منسي في (شمال كردفان).. وآخرين.. ليس هناك شيئا يبقيهم سوى أن أهل الحل والعقد في الجناب العالي مازالوا يطبقون مبدأ (القتل الرحيم) في التعامل مع بعض المسؤولين، و(القتل الرجيم) مع آخرين لا يطيقونهم، علما بأن الجناب العالي هذا، أكثر دراية ودربة بتطبيق شعار تأجيل عمل اليوم إلى الغد، مع أن أغلب المتسلطين على خدمة الناس، يمكن أن يؤخذوا جميعا إلى النسيان بضربة واحدة.. دون أن يذكرهم أحد أو يحس بخلو مقاعدهم احد.

هي اقدار الله التي جعلت بعض موظفي (قدر ظروفك) في واجهة الأحداث… نحن نظلمهم كثيرا حينما نطالبهم بعطاء مغاير لما هو متاح، البلد برمتها (خارج الشبكة)، وليست هناك رؤية واضحة، ولا برنامج محدد نسابق به الانجاز، لذلك تبدو المحاكمة غير عادلة في زمن الحرب التي اغتالت جميع بنود الموازنة، ولم تترك لخزائن الولاة غير العقارب وبعض الثعالب.

قلت لبعض معارفنا من المهتمين بحراك الولاة، ذات صفاء، أن تاريخ الولاة في السودان، على مدى أربعين سنة ماضية، لم يقدم تجارب عظيمة تستحق الاحتفاء، الا بعدد الاصابع، لم يكن هناك اقتناعاً من المواطنين حتى في زمن اللا حرب، علما بأن الفترات السابقة كان هنالك نظام وحزب حاكم ومؤتمرات منفضة ومنعقدة وبرنامج وأموال وموارد، ولكن لم يكن هناك إقناع على الارض لأن الدولة وقتها كانت تحكم بمزاج الحزب إلى أن وصل الحال إلى تعيين ولاة ضعفاء لا يستطيعون أن يقولوا للرئيس لا.. ودونكم المجاهد الزبير بشير طه عندما كان واليا على الجزيرة.. طالبه الرئيس بتقديم استقالته وهو والٍ منتخب.. فقدمها بلا أدنى جدال.. بينما فعل والي سنار المهندس احمد عباس العكس ولم يستقل وقال للرئيس انا منتخب من الشعب وهذا هو السبب الحقيقي لالغاء انتخابات الولاة لاحقا.

في ذلك الزمان كان الوالي (رايق وفايق ومو متضايق) وهذه لازمة موسيقية اعادني لها أحد ولاة هذه الأيام حين طالبته بزيارة منطقة بعينها لأن أهلها طلبوا مني أن أخبره بذلك.. فقال لي ضاحكا: (عاد انت عايزني ازور الناس ويدي فاضية.. بتجي دي يا اخوي).. ؟ قلت له لا يا السيد الوالي، وقصصت عليه حكاية (فايق ورايق) هذه.. وكيف أن مجتمع إحدى الولايات الوسطية اكتشف ولع الوالي بالطعام والولائم… فانخرط كبار القوم في دعوته على الوجبات الثلاث.. فاستحلى الرجل الحكاية فبات يأتي إلى المكان و(الشطة في جيبه).. !!!! انفجر الاخ الوالي ضاحكا وبقيت الرواية الضاحكة في زمن خفوت أضواء المدينة.

أعود وأقول إن التعامل بالقطعة مع العمل العام لا يجدي ولا يسهم في تغيير حالة البؤس العام الذي يعيشه السودان، ليس بسبب الحرب وحدها، حتى نكون من أهل الانصاف، السبب الأساسي هو وجود حكام بينهم والإبداع خصام عام، وهو خصام موروث لذلك لن يكون هناك جديدا يذكر بل قديم يعاد وذلك يبدو في مشهد ما بعد الحرب الذي لن ينتج شيئا ابعد من دعوات (الاتكسر يتصلح) ونفض الغبار عن المنضدة المنهارة.. مع أن هذا الدمار الشامل يعتبر فرصة جيدة للنهوض من فوق الركام أو الوقوف (سنة كاملة صفا انتباه) لبناء دولة حديثة لأن هذه الحرب وضعت اغلب السودانيين في مواجهة الحقيقة وكذلك اكتشافهم المتأخر بان السودان دولة متخلفة بشمولية لا تستثني حتى الأفكار والإقبال على التطور.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى