
:: لو لم يكن مخالفاً لطبيعة الأشياء والوثيقة الدستورية، لناشدت السلطات المختصة بوضع وفود رئيس الوزراء في قوائم المحظورين من السفر، ليهرّجلوا بالداخل.. فالشاهد أينما سافروا عادوا بحقائب الفشل و الخيبات، ويكونوا قد أهدروا الكثير من أوقاتهم و أموال الناس ..!!
:: شفاه الله وعافاه، كما كانت زيارته للقاهرة بائسة، فإن زيارته للرياض أيضاً فاشلة..علماً بأن الزيارتين هي الأولي التي يقوم بها وفد رئيس الوزراء للجارتين العزيزتين، ومع ذلك زاروها كمن هبطوا عليها إضطرارياً بمنطاد هوائي، وليست زيارة رسمية بموعدها وترتيبها،و ذات أهداف وبرامج..!!
:: رأينا زيارة رئيس وزراء باكستان للسعودية، وقد تزامنت مع العبث المسمى بزيارة رئيس وزراء السودان..والفرق بين الزيارتين – شكلاً و مضموناً – عكس الفرق بين حكومة ذات رؤية وأفكار وبرامج، وأخرى مثل مُركب على الله تبحر بلا شراع أو دفة قيادة، تتقاذفها الأمواج حيت تشاء ..!!
:: ومن الطبيعي أن يستقبلوا رئيس وزراء باكستان في الأجواء بمقاتلات حربية، و أن يكون الترحاب على الأرض عظيماً، كعظمة أهداف زيارته، ومنها الهدف الإستراتيجي، اتفاقية الدفاع المشترك..فيما كان كامل والوفد يؤانسون رئيس اتحاد الغرف التجارية بالمملكة، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم ..!!
:: ولأن الزيارة عشوائية، إلتقوا برئيس اتحاد الغرفة التجارية حسن بن معجب، ولم يكن في وفدهم رئيس اتحاد أصحاب العمل سعود البرير، ولا أي رجل أعمال، علماً بأن جذب الشركات السعودية من أهداف رحلتهم .. يجهلون قيمة أن يكون للقطاع الخاص ممثلاً في وفدهم، أو يتجاهلون..!!
:: وناهيكم عن المسؤولين، فالمسافر من عامة الناس أول ما يُفكّر فيه أهداف سفره و آليات تنفيذها ثم الجدول الزمني، أما المسافر بحجم رئيس الوزراء فيسبقه وفد مقدمة مهمته تنظيم برنامج الزيارة..ولكن زيارات كامل إدريس تبدو مثل الهجرة غير الشرعية، بحيث غاية بعض المهاجرين هي الوصول فقط، أي بلا أهداف أو خطة، فيصلوا أو يغرقوا ..!!
:: ولم يحدث أن زار السعودية وفداً رئاسياً وعاد دون أن يلتقي بالجالية السودانية غير وفد كامل..فالسوداني بالخارج (جمل الشيل)، يقع على عاتقه أعباء حروب و فسادو فشل الأنظمة، ولولاه لأكل شعبنا لحوم بعضهم جوعاً، و مثل هذا السند جديرٌ بلقاء وفد رئيس الوزراء، ولكن سادة الوفد تجاهلوا .. وخيراً فعلوا، فإن إلتقوا بالجالية لزادوها هماً وغماً..!!