اخبار

ايمن كبوش يكتب … ماهي المصالح الأمريكية في السودان.. ؟

اللعب على التناقضات.. هو الذي يجعل اكبر منتج للسلاح في العالم.. واكبر مصدر له.. هو ذاته الذي يرتدي قفطان (داعية السلام) وشرطي العالم الانسان.. هذا هو (امتياز القوة) الذي يُبيح لهذا البعبع عمليات التدخل السريع في الشئون الداخلية للدول.. هذا الامتياز على سبيل المثال في سودان ما قبل الحرب وما بعدها.. يماثله قوة ومقدرا وصلابة هذه الايام خطاب البرهان الذي ينبغي أن نطلق عليه الخطاب الاول والأخير الذي كان بمثابة (البيان رقم واحد) الذي شكل الواقع الجديد.. دعونا نجاري تلك النبرة المضادة التي تضع الشروط وتقدم الحلول بالاملاءات ثم ترفض وجود الجيش سرا والإسلاميين علنا.. ثم نسأل من هو المكون الأكثر بغضا الان في المجتمع السوداني ؟ المليشيا المتمردة وداعميها ؟ ام الإسلاميين ؟ الإجابة لا تحتاج لأدنى اجتهاد لذلك تتمدد الغرابة في أن هنالك قلة من السودانيين لا يرون فيما ارتكبته مليشيا الدعم السريع في حق السودانيين اي جريمة وبالمقابل يتشددون في (شيطنة الإسلاميين) والعمل على اقصائهم ولكن ليس بقوتهم، بل بتدخلات القوى الدولية بلا استحياء.

التيار الإسلامي العريض مكون فاعل ولديه قوة ذاتية لا يستمدها من الخارج وبندقية ومخططات الاجنبي.. يجب أن نعترف بذلك.. وعندما نبحث عن قوة موازية لهم على الأرض.. حسب آليات القوة التقليدية في الشارع.. لا يوجد احد.. إذن لن تنجح امريكا ولا غيرها في فرض إرادة مغايرة لمزاج السودانيين ما لم يحدث توافق مرحلي يبدأ بحوار سوداني سوداني صادق ومتجرد ووطني خالص.. تعقبه انتخابات.. يجب أن يبتعد جموع الإسلاميين ومعارضيهم اجمعين من المرحلة المقبلة.. ومن ثم الاتفاق على القيد الزمني واتاحة الفرصة للمؤسسة التي تتولى الحكم بشكل موقت أن تفعل ذلك في مناخ معافى يسهم في التئام الجراح السودانية العميقة.. وانصراف الجميع للتجهيز لفترة ما بعد الدمار ثم الانتقال.

امريكا لم تكن تضع يديها على خدها يوما ابان فترة حكم الإسلاميين.. بل كانت طوال الثلاثين عاما قريبة جدا من الملف الذي إدارته بعصاة فرض العقوبات الاقتصادية وفي منتصف فترة الإخوان لجأت إلى بذل الوعود السراب التي أنتجت انفصال الجنوب.. بينما كانت في خواتيم الفترة الانقاذية تناور ببعض رجالها المتوغلين داخل النظام فانخرطت في حوار على مستوى الخارجية والخزانة ملوحة بورقة رفع العقوبات إلى أن عصفت بكل الآمال الى رياح التغيير.. وباعت حتى رجالها في السودان.. ولكن هذا لم يغير في حقيقة أن النظام السابق سقط من الداخل قبل أن تسقطه امريكا التي تعاملت معه بسياسة النفس الطويل.

كل ما سبق يمثل دليل قوة لا ضعف للاسلاميين، لذلك يجب على أمريكا أن تتمسك بميزان القوة وتفهم حقيقة الصراع الذي سيحسمه الشارع بالقاضية الفنية في أول جولة مواجهة جديدة بين التيار الإسلامي وجميع تحورات المعارضين من قحت وتقدم وصمود وصولا إلى تأسيس.. سيكون سقوط الأقلية في الشارع مدويا خصوصا بعد أحداث الحرب.. لذلك نقول إن فزاعة الإسلاميين لن تجدي، وهاهي امريكا قد شطبت كل دعاويها الكذوبة عن رموز النظام السوري الجديد وفتحت معهم صفحة بيضاء لعل الزمان يسمح ببدايات جديدة.

أعود وأقول إن امريكا التي يرى العالم انها النموذج الأمثل للديمقراطية ليست ديمقراطية في تعاملاتها مع العالم ولا يحزنون.. بدليل أن مستشار الرئيس الامريكي ترامب للشؤون الأفريقية والشرق الأوسط (مسعد بولوس) في آخر تجلياته قال إن أمر الحكم في السودان يقرر فيه السودانيون بأنفسهم.. ثم أضاف بأنهم لن يسمحوا بعودة الإسلاميين.. الإسلاميون يبحثون عن السلطة هذه حقيقة ولكن ما يحسب لهم أنهم رهنوا ذلك برضاء الناخبين رغم الجراحات الماضية وتبدو ثقتهم في الصناديق واضحة لأن بديلهم لم يكن موضوعيا.

امريكا لن تكف عن التدخل في شئون الدول الأخرى وهي لا تؤمن إلا بالقوة ولا تحترم الضعفاء ودونكم صراعها مع فنزويلا حيث يقول الذكاء الاصطناعي ان الأزمة تتمحور حول خلافات سياسية واقتصادية عميقة، أهمها الاعتراف الأمريكي بزعيم المعارضة (خوان جوايدو) رئيسًا مؤقتًا لفنزويلا مقابل رفض حكومة (مادورو)، وفرض عقوبات اقتصادية أمريكية شديدة على فنزويلا، خاصة قطاع النفط.. كما تزيد من حدة التوتر علاقات فنزويلا مع خصوم أمريكا مثل روسيا والصين.. سابقا اعترفت الولايات المتحدة بزعيم المعارضة (خوان جوايدو) كرئيس مؤقت لفنزويلا في عام 2019، بينما تصر فنزويلا على شرعية الرئيس نيكولاس (مادورو).. تصف الولايات المتحدة الانتخابات التي فاز بها مادورو في عام 2018 بأنها مزورة.. فرضت الولايات المتحدة عقوبات صارمة تستهدف قطاع النفط والمسؤولين الحكوميين والبنك المركزي.. ترفض فنزويلا هذه العقوبات، وتعتبرها “حربًا اقتصادية” تهدف إلى إضعافها.. بينما تتهم الولايات المتحدة فنزويلا باستخدام مواردها الطبيعية كـ “أداة سياسية”، بينما تتهم كاراكاس واشنطن بمحاولة السيطرة على ثروات فنزويلا الهائلة، خاصة النفط.. كذلك أدت علاقة فنزويلا الوثيقة مع روسيا والصين إلى زيادة التوتر مع الولايات المتحدة.. ترى واشنطن في ذلك محاولة لزيادة نفوذ منافسيها في أمريكا اللاتينية.).

ختاما.. الجديد في أمر الصراع الجديد هو أن أمريكا هددت اول امس بالتدخل لتغيير الحكومة في فنزويلا.. وبربط الأحداث نخلص إلى الحقيقة ونظرة امريكا للسودان وغيره من الدول ولماذا تقف عقبة أمام أي جهود يمكن ان تنقل حكومة البرهان إلى شاطئ الأمان.. إذن امريكا ترعى المصالح الإماراتية في السودان ولا تبالي.. وهناك من يطالبون بالركوع وشراء الخذلان.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى