
*أجريت مكالمة مطولة مع الجنرال مصطفى تمبور رئيس حركة تحرير السودان ووالي وسط دارفور للإستفسار عن بعض القضايا الخاصة بقواته التي تقاتل إلى جانب القوات المسلحة منذ الاشهر الأولى من حرب الكرامة، الرجل كعادته لم يتهيب الحديث للصحافة والتي يعتقد المسؤولون في كثير من المرات انها تسعى الي تجريمهم أو فضحهم أو غير ذلك من الاتهامات التي ترمى بسهامها على الصحفيين.
*نقلت لتمبور ما يدور في كواليس الأخبار ومجالس الناس عن الاتهامات التي طالت بعض منسوبي حركته والحركات المسلحة التي ورغم قتالها مع الجيش الا انها ينظر إليها كحركات مطلبية تسعى لحيازة أكبر عدد من كراسي السلطة والفساد الذي يزكم النفوس في بعض المواقع قلت له ان وارد الأخبار أفاد بأن رئيس هيئة الأركان بالحركة اللواء محمد يوسف نون يقبع الآن بالسجن بتهم فساد كبيرة.
الرجل بدا واضحاً وصريحاً حينما اجاب ان اللواء نون اختلس مرتبات جنود وضباط الحركة الذين يقاتلون في الصفوف الأمامية مع الجيش ثم قال بصريح العبارة ( يا ضياء الزول ده اختلس المرتبات انت عايزني اتستر عليه ولا شنو؟؟) تعجبت جداً من صراحته غير المعهودة عند المسؤولين وكيف ان الرجل اقر بجريمة ضد رجل يعتبر من قيادات الصف الأول في حركته.
*تمبور مضى أكثر من ذلك حينما قال إنه هو من أمر بنفسه بالقبض على اللواء المختلس وإيداعه سجون الفرقة الثانية مشاة بولاية القضارف وهي شجاعة يستحق الاشادة عليها.
*الرجل ظل يؤكد في كل مرة على إلتزامه وانه وطني من طراز مختلف وان ارتباطه مع الجيش هو ارتباط أخلاقي يؤكده الموقف نفسه وهو ان يقوم بتسليم ضابط برتبة لواء الي أجهزة الجيش الإستخبارية و القضائية لتقوم لمحاسبته
*تمبور مواقفه في دعم قوات الجيش والوقوف معه في حرب الكرامة شاخصة أمام اعين الجميع يكفي فقط انه وابان ازمة التشكيل الوزاري والتي تعنت فيها بعض رفاقه من الحركات المسلحة الأخرى الموقعة على اتفاق جوبا لم نسمع به يطالب بنصيب حركته من السلطة ما يؤكد ان الرجل قتاله مع الجيش هي مسألة أخلاقية وإنسانية ووطنية.
نقول انتهى عهد توزيع الألقاب والنعوت. انتهى زمن صكوك الوطنية التي تُمنح بحجم الاصطفاف ودرجة الانخراط في القتال مع الجيش فصوت البندقية هو الوحيد الذي من المفترض ان يسمع حتى تنقضي هذه المعركة ومع ذلك، لا احد فوق القانون والمساءلة. فليُقاتل من شاء، لكن لا أحد يمكن أن يستغل دعمه للجيش في ان يتجاوز القانون.
فالحرب مع القوات المسلحة شرفًا،. والحياد الذي يدعيه أنصار صمود وتقدم وقحت وكلها واجهات لعملة واحدة هي العمالة ومع ذلك فمن أراد أن يقاتل مع الجيش يجب أن يحترم قوانينه وان يكون على قدر التضحيات الجسام التي يقدمها جنودنا وابطالنا في الميدان
فشكراً تمبور وبرافو تمبور
صحيفة الكرامة