مقالات الرأى

عزمي عبدالرازق يكتب … بهؤلاء سوف ننتصر.. ولكن!

لا أعتقد أن شخصاً خارج دائرة القيادة والسيطرة، يمتلك معلومات كافية حول أسباب انسحاب الجيش من الفاشر وبابنوسة وهجليج؛ وهي كلها مناطق شديدة الحيوية، ومن الخطورة بمكان تركها في يد العدو. كما لا تتوفر أيضاً، لي ولا للكثيرين، أي تفاصيل أو تفسير واضح لتوقف متحركات الجيش في كردفان عن الهجوم، وبما أننا لا نملك معلومات كافية، ولا نعرف طبيعة الخطط العسكرية، فلا يمكن ــ منصفين ــ اتهام أحد بالتقصير، على الأقل حتى يستبين الخيط الأبيض من الأسود
غير أن ما يمكن الحديث عنه بثقة هو انطفاء روح المقاومة الشعبية، وتبلّد الحس الوطني لدى الحكومة ومؤسسات الدولة كافة، كأننا لسنا في قلب المعركة، معركة الكرامة، ولا في منتصف أكبر مخطط خارجي يستهدف السيطرة على السودان ونهب موارده. فدقلو وحمدوك ومسعد بولص، والمرتزقة الأجانب ليسوا سوى أدوات في مشروع تفكيكي استعماري؛ بعضهم كالسهم في يد الرامي، لا يدري مدى الضربة، ولا أين مستقره القادم، فقط تأتيهم التعليمات بالهجوم على المنطقة إكس، ثم الحديث عن هدنة، وتحريك الرباعية في اتجاه أخر بالتزامن، لإرباك قيادة الدولة.
المؤكد أن أكثر ما يخشاه هذا المشروع الخبيث، وما تسبب في إبطاء مخططه، هو الالتحام الشعبي الذي انتفض في الأيام الأولى للحرب، وانفجار غضب الشارع الذي أنجب من رحم المقاومة قوة البراء ومورال فوق، دراعة للأدب والطاعة وأمن يا جن، وقد أفشلت تلك السلاسل الوطنية، بصبرها وإيمانها وصمودها، المخطط الانقلابي الأول، وقصمت شوكة التمرد الذي كاد يتمكن من مفاصل الدولة حينها.
لذلك، وبدون مواربة، يمكن القول إن التفريط في المقاومة الشعبية هو الذي جعلنا نتفرج على سقوط تلك المواقع الحيوية، إلى جانب تجاهل ضرورة وجود حليف خارجي يساندنا في هذه المعركة، وفق تفاهمات واضحة ومحددة، لأن مواجهة العدوان لا تتم بالشعارات وحدها، بل بالقوة المادية والمعنوية، عملاً بالتوجيه الرباني “وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة”، وهذا ـ بلا شك ـ أوّل الأولويات في هذه المرحلة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى