اقتصاد

بعد ساعات من دخولها هجليج الدعم السريع يعلن عن اتفاقيات خطيرة بشأن النفط

بعد ساعات من سيطرتها على حقول النفط في هجلجيج بولاية غرب كردفان، أعلن الدعم السريع نيته إقرار اتفاقات جديدة بخصوص النفط مع ضمان مراجعتها لضمان مصلحة السودان والسودانيين على ضوء المتغيرات الحالية، خصوصاً إن غالبية الحقول ومراكز المعالجة الفنية تقع داخل حدود سيطرة القوات.

وقال د. علاء الدین عوض نقد الناطق الرسمي باسم تأسيس في بيان إن سيطرة الدعم السريع على هجليج يصب في معالجة ما وصفه بالخلل البنيوي في مفهوم السلطة وعلاقتها بالدولة، إذ ظلت الأنظمة المركزية تستخدم الهوية كأداة للفرز الاجتماعي والاقتصادي، مما أسهم في عملية تهميش مقصود في مناطق الإنتاج مقابل سرقة الأموال والثروات لصالح الجماعة الإرهابية وأفرادها ومليشياتها على حساب مصلحة السودان وشعوبه.

ونوه إلى أنه لقد إنتفضت في أوقات عديدة مجتمعات مناطق البترول تنديداً بالظلم والتهميش رغم ماتنتجه تلك المناطق من آلاف البراميل يومياً، الإ أنها ظلت محرومة من مياه الشرب النقية، والخدمات الصحية، والكهرباء، والطرق المعبدة.

إلى ذلك أعلن رئيس الإدارة المدنية بولاية غرب كردفان، يوسف عليان، اكتمال التنسيق الرسمي مع قيادة الدعم السريع لتجهيز قوة خاصة مؤهلة وفق أعلى معايير الكفاءة لتأمين الحقل.

وأصدر عليان حزمة موجهات استناداً لقانون الطوارئ وتفويض الإدارة الأهلية، حظر بموجبها دخول أي قوة أو جهة غير مخولة إلى الحقل، قاصراً التواجد على القوة المكلفة بالحماية فقط.

كما وجه بمنع دخول السيارات الخاصة والدراجات النارية (المواتر) لضمان الانضباط الأمني، وإزالة كافة البوابات والارتكازات غير الرسمية داخل أو حول المنطقة.

وشدد على تفويض القوة المكلفة باستخدام الوسائل المشروعة لضمان الحماية، محذراً من أن أي مخالفة لهذه الإجراءات ستعُرض مرتكبها للمساءلة القانونية.

وكشف رئيس الإدارة المدنية عن تنسيق أمني ومجتمعي محكم مع ولاية الوحدة (بانتيو) بدولة جنوب السودان لتأمين مناطق التماس وبناء السلام المجتمعي.

وقال الخبير الأمني والسياسي مكاوي الملك إن ما يجري في هجليج ليس معركة ميدانية بل معركة نفوذ دولي، وذلك مقرونا بانسحاب الشركة الصينية قبل ايام جاء بعد تهديدات المليشيا ضمن صراع واشنطن- أبوظبي لتحجيم الصين في افريقيا، أما جنوب السودان فهو داعم للمليشيا منذ البداية ولن يهاجم ويدمر حقلاً ترتبط به مصالحه.

ونوه مكاوي إلى أن الفيديوهات التي انتشرت للمليشيا في احد محطات حقل هجليج يسمي ام بتوتو يقع شمال مقر اللواء90 وكانت هنالك اشتباكات حسب تقديرات قيادة المليشيا سحبت قواتها بعد اتصالات مع جنوب السودان.

وقال إن الهجوم على النفط السوداني جزء من استراتيجية أمريكية لقطع نفوذ الصين وروسيا والضغط لمنع القاعدة الروسية ومنع الشراكات التعدينية مع موسكو مستمر وإن لم تُحسم ملفات الجنوب والنفط والأمن الإقليمي بذكاء سيبقى السودان ساحة مفتوحة لمعارك الآخرين

وكانت شركة البترول الوطنية الصينية (CNPC)، قررت بصورة مفاجئة إنهاء استثماراتها النفطية في السودان بعد (30) عامًا من الشراكة، على خلفية التردي الأمني في الحقل الذي تديره في مربع (6) بمنطقة بليلة بولاية غرب كردفان، وطلبت الشركة بموجب خطاب رسمي، عقد اجتماع مع الحكومة السودانية خلال ديسمبر الحالي لبحث الإنهاء المبكر لأنشطة اتفاقية تقاسم الإنتاج واتفاقية خط أنابيب النفط الخام في حقل بليلة، وشدد الخطاب على ضرورة إنهاء الاتفاقيتين في موعد لا يتجاوز 31 ديسمبر الحالي، نظرًا إلى ظروف ”القوة القاهرة”- في إشارةٍ إلى التردي الأمني.

وقال الناشط السياسي محمد عادل، إنه حتى لا ينصدم الجميع ويعيش حالة من الاستياء والإحباط ، القوة الموجودة في منطقة هجليج وحقول البترول عبارة عن لواء يتبع للفرقة 22 بابنوسة، وهو اللواء 90 هجليج بالإضافة لقوات محدودة من أفراد وصلوا من محاور أخرى إلى اللواء.

ونوه إلى أن مسيّرات المليشيا المُتمرِدة طيلة الأسابيع الماضية كانت تحلِق حول المنطقة ونفذت عدد من الغارات استهدفت مهندسين في حقول النفط “تقبلهم الله” ونقطة رعاية صحية ومستشفى وأن القُوات الموجودة قليلة مُقارنة بحجم وأعتاد وعتاد المليشيا المُتمرِدة ، ومنذ أيام بدأت عمليات إجلاء منظم للمهندسين والمواطنين تمهيداً للإخلاء والانسحاب، لذلك لا تتفاجأ باستلام العدو للمنطقة فإسلامها مسألة زمن فقط تقدره القُوات المُسلحة بتنفيذ انسحابها بصورة كاملة.

وأضاف “هجليج ليست سدرة مُنتهى المليشيا، وليست سوى محطة صغيرة في إطار ابتلاع كامل الدولة السودانية، ومع ابتلاع كل منطقة تتفرغ قُوات بأعداد كبيرة لابتلاع مُدن جديدة، بعد هجليج نتوقع بحسب قراءة الواقع الدلنج ثم كادوقلي ثم الرهد وإطباق الحصار على الأبيض لإسقاطها ثُم التفرُغ للتوغُل نحو غرب النيل الأبيض وولاية الخرطوم عبر جنوب وغرب الولاية مالم تتغيّر الظروف والمُعطيات على الأرض.

وأكد عادل أن الموضوع ليه فيه بيع او خيانة عشان الناس ما تتهم الجيش ساي، بل تفوُق عسكري رجّح كفة المليشيا بعدما نظمت صفوفها ورتبت حالها وضاعفت إمداداتها، والناس ما تقعد تعزِف كتير في نغمة الجيش خائن وما عاوز يتحرك وغيره، المليشيا تفوقت في الجولة دي تفوُق عسكري واضح ونجحت في عزل وحِصار الفاشر وبارا وبابنوسة والآن هجليج، وقطعت كل آمال إمداداها والوصول ليها وسقوطها كان أمر محتوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى