د. مزمل أبو القاسم يكتب … لا للحرب.. (على المليشيات)!
- يطيب لقادة (تقدم) ومسانديها في وسائل الإعلام أن يصنّفوا الناس خلال هذه الحرب في معسكرين اثنين، أحدهما معسكر الحرب، والآخر معسكر السلام!
- يضم معسكر الحرب عندهم كل مساندي الجيش، ممن يطلقون عليهم صفة (البلابسة)، سيما في الإعلام، بينما لا ينطبق ذلك الوصف عندهم على الإعلاميين المساندين للمليشيا، ولا على الإعلاميين الذين يصرحون بمعاداة الجيش ولا يجرؤون على الجهر بمساندتهم للمليشيا بسبب كثرة جرائمها وقبح أفعالها!
- الإعلاميون الذين يتبنون كل روايات التمرد ويرددون كل سردياته حول الحرب؛ بما في ذلك اتهام الجيش بإطلاق الرصاصة الأولى في المدينة الرياضية، ويصفون الجيش بأنه مجرد مليشيات كيزانية، ويزعمون أن الكيزان يتحكمون فيه ويسيِّرون قادته ليسوا مشمولين بصفة البلابسة عند (تقدم) وأهلها، مع أن ألسنهم تتطابق في نطقها مع ألسن الإعلاميين المساندين للمليشيا، والمجاهرين بدعمها.. بوقع الحافر على الحافر!
- على سبيل المثال؛ يتم تصنيف ضياء الدين بلال وخالد الإعيسر وعادل الباز وأمجد فريد والطاهر ساتي وساندرا فاروق كدودة ومحمد جلال هاشم وعبد الله علي إبراهيم وعثمان ذو النون وإبراهيم عثمان والانصرافي ومزمل أبو القاسم وغيرهم من الأكاديميين والإعلاميين والناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي.. يتم تصنيفهم (بلابسة) بسبب مجاهرتهم بمساندة الجيش، لكن ذلك الوصف لا ينطبق عند قادة (تقدم) وإعلامييها على الباشا طبيق وعمران عبد الله وعثمان النجيمي وسيبويه يوسف وعبد المنعم الربيع وغيرهم من أبواق التمرد!
- وكما كتب الأستاذ إبراهيم عثمان فإن (قلب المعايير بلغ عند “تقدم” في تحديد عضوية “معسكر الحرب” و”معسكر السلام” الحد الذي يجعل انتقال أي مواطن من الوقوف ضد الميليشيا في حربيها على الجيش والمدنيين إلى مشاركتها فيهما، هو عند “تقدم” بمثابة خروج لهذا المواطن من “معسكر الحرب” واقتراب من “معسكر السلام”، إن لم يكن دخولاً فيه.. ويمكن لأي “تقدمي” أن يطعن في صحة هذا في حالة واحدة فقط: أن يثبت أن “تقدم” تضع الميليشيا في “معسكر الحرب” الذي صنفته، وأصبحت لا تمل من صب اللعنات عليه صباح مساء)!
- من أبرز الوالغين في ذلك التدليس المتعمد مهرج الفترة الانتقالية (السياسي الغرّ المدلس الأهوج) جعفر حسن، الذي تخطى حدود التصنيفين السابقين (الحرب والسلام)، ووصل مرحلة توعد كل مساندي الجيش بالملاحقة والمحاسبة، بينما لم يصدر عنه ذلك الوعيد في حق أيٍ من داعمي المليشيات، ولن يصدر بالقطع مهما أوغلت أبواق التمرد في الحض على غزو القرى والمدن واحتلال المنازل وقتل المدنيين وترويعهم وتشريدهم وإذلالهم وتجويعهم ونهبهم وإفقارهم وحرمانهم من كل مقومات الحياة!
- من يرغب في تجنب وصفه بالبلبوس عند التقدميين عليه أن يهاجم الجيش صباح مساء، ويطعن في مهنيته، ويصفه بالمليشيا الكيزانية ويتهمه بإشعال الحرب والخضوع للكيزان ويطالب بتحجيم قوته وإضعاف قدرته على دحر المليشيا بحظر الطيران، وعليه أن يتغاضى عن جرائم وانتهاكات المتمردين ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وأن يجتهد في تبريرها أحياناً بنسبها إلى الحرب.. لا التمرد!
- حملة التدليس المتعمد تمتد لتصل مرحلة مهاجمة الدول المتهمة بدعم الجيش، مثل مصر وإيران، لكنها لا ولم ولن تمتد مطلقاً إلى الدول المتهمة بدعم المليشيات مثل الإمارات وتشاد!
- هل سمعتم أو قرأتم على مدار عشرين شهراً من الحرب أي إدانة أو هجوم من قادة تقدم وأبواقها الإعلامية وناشطيها على دولة الإمارات مثلاً؟ بل هل سمعتم أو قرأتم لهم أي مناشدة للإمارات بالتوقف عن تسعير الحرب وعدم مد المتمردين بالسلاح، وهل سمعتم لهم تعليقاً على التقارير الموثقة التي تحدثت عن التورط الإماراتي في الحرب، بما في ذلك تقرير لجنة الخبراء المعنية بدارفور في الأمم المتحدة، وتقارير صحف نيويورك تايمز والغارديان ومنظمات أخرى مثل العفو الدولية وغيرها؟
- دعم معسكر (السلام) المزعوم قد يتسع ليشمل تبني مطالب أخرى للتمرد، مثل نزع الشرعية عن (حكومة بورتسودان)، واستقدام قوات دولية لتوفير (مناطق آمنة للمدنيين)، وتكوين إدارات مدنية في مناطق انتشار المليشيات، أو تكوين حكومة منفى في مناطق سيطرة المليشيا، وقد يصل الأمر عندهم درجة مطالبة قادة الجيش بالاستسلام للمتمردين، كما فعل الدكتور بكري الجاك الناطق الرسمي باسم (تقدم)!
- لا يخفى على الناس أن كل السرديات والمطالبات والأقوال الموجبة لتجنب صفة (بلبوس) والمؤهلة لدخول معسكر (السلام) المزعوم عند التقدميين تتطابق تماماً مع سرديات ومطالبات وأقوال مليشيات الدعم السريع ومسانديها، ومع ذلك يدعي هؤلاء أنهم محايدون.. لا يدعمون الدعم الصريع، ولا يمثلون الجناح السياسي للمليشيا المتمردة!
- باختصار: إذا أردت أن تتجنب وصفك بالبلبوس وتصنيفك في معسكر الحرب، وأن تستحق ضمك لمعسكر السلام المزعوم؛ تبنى كل ما تردده المليشيات من أكاذيب وخزعبلات، وغض الطرف عن جرائمها المنكرة وجاهر برفض حلها، وهاجم الجيش صباح مساء وانسبه إلى الكيزان واجتهد في إضعافه وتجريده من مظان قوته، واستهدف كل من يدعمونه بالقول أو الفعل، ومارس اللف والدوران واللولوة والكذب لتجنب مطالبة المليشيات بالخروج من منازل المواطنين والكف عن إيذاء المدنيين وطالب الجيش بالاستسلام تحت غطاء السلام.. وردد شعار (لا للحرب).. وأكمله سراً ليحمل المعنى الصحيح والمدلول الأشمل عند تقدم وأبواقها ومسانديها بعبارة: (لا للحرب.. على الدعم السريع).. فهي أدق وأصح وأشمل في وصف حالة التدليس والإنكار المخزية التي تعيشها (تقدم)!