ياسر محمود يكتب … المـــُـــدرعـــــــات صمـود بسالـة تضحـية
هزيمة مليشيا الدعم السريع بدأت من سلاح المدرعات وأصبحت المدرعات مقبرة المليشيا بحق فقد تمكن القابضين على سلاح القضية تأمين السودان من سلاح المدرعات بالشجرة حيث أصبح كل ضابط يمثل سرية وكل جندى يمثل فصيلة وكل مجاهد يمثل جماعة تعاهدوا على النصر أو الشهادة فإصطفى الله منهم الشهداء من لدن اللواء أيوب عبدالقادر وأعداد كبيرة من الشهداء من بينهم إبن عمى نجم الدين محمد حامد محمود زينوا لوحة الصمود والشهادة والشهداء ومن دمائهم الطاهرة كتبوا تاريخ جديد لجمهورية السودان وقد شهدت مدرعات الشجرة أشرس المعارك وشهدت نمازج من الصمود والثبات والتضحية فكانت جميع معاركهم محاضرات تدرس فى الكليات الحربية عن إسترتيجية فنون الحرب ويبقى سلاح المدرعات السودانى ركيزة اساسية من ركائز مؤسسة القوات المسلحة.
وحتى لا نذهب بعيدا فإن منطقة الشجرة العسكرية
هى المنطقة التي تقع قيادتها بسلاح المدرعات أو ما عرف قديما بسلاح الفرسان وحديثاً بقلعة الصمود وكثرة الأسماء هنا تدل علي عظمة المسمى وعندما نتحدث عن منطقة الشجرة العسكرية فإنها كانت وما زالت كابوس يؤرق مليشيا الدعم السريع ويجعله يعيد التفكير ألف مرة قبل تنفيذ أى هجوم والمليشيات التي ارادت النيل من هذه المنطقة ولكن اصبحت مقبرة لهم وكانت ايضاً درعا صامدا لقيادة الجيش القيادة العامة وما زالت حتي الان ويرجع الفضل في ذلك بعد الله عز وجل لبعض قادتها الذين كان لهم الدور الكبير في نيل المنطقة للقب قلعة الصمود*
*وعلى رأسهم الإنسان اللواء دكتور ركن نصر الدين عبدالفتاح قائد منطقة الشجرة العسكرية وسلاح المدرعات ذلك الرجل الذى لبى نداء الوطن ولم يتأخر لحظة عندما إختارته قيادة الجيش بإستلام زمام الأمور وعند استلامه التفّ حوّله منسوبى سلاح المدرعات من ضباط وأفراد وكيف لا يلتفون حوله وهو الذي يشكل رمزا خالدا في قلب كل مدرع منذ زمن طويل لم يستغرق هذا القائد الفذ سوى نصف ساعة من عمر الزمان اجتمع بكبار الضباط بالمنطقة ووضع خطته التي كانت تنص علي دحر معسكرات المليشيا بالمنطقة وحماية القيادة العامة بتحريك متحركات لها مع الحرص الكامل على تأمين المواطنين وحمايتهم ومدهم بالدواء والغذاء مما جعله أيقونة وطنية وسط المواطنين بالمنطقة وطيلة هذه الفترة ظل صامداً ومحافظا على قواته مستمرا في إبادة المليشيا التى حاولت مئات المرات ولم ينجو منها إلا القليل هذا القائد وقلبه مشبع باليقين بالله تجده يردد دائما جملتين فقط (نصرا من الله وفتحا قريب والنصر آت لا محالة) وهذا القليل من ما قام به من اجل الوطن ويكفي انه كان سببا رئيسيا بعد الله عز وجل في صمود منطقة الشجرة حتي الآن وما زال يقدم الكثير
*القصير بلاع الطوال المدرسة المهنية العسكرية العميد الركن طه محمد احمد رئيس شعبة الاستخبارات بالمنطقة والساعد الأيمن لقائد المنطقة ذلك الرجل الذي ظل يعتمد علي مسكنات الألم بعد تقرر اجراء عملية جراحية له يشفي من هذا الألم لكنه فضل أن يشفى الوطن اولاً من ألم المليشيا وظل يعمل مجاهدا رغم مرضه يرصد ويراقب تحركات المليشيا ويجتهد فى جمع المعلومات والحلول اللازمة لتخطى كل العقبات وإستطاع أن يتجاوز حالة ضعف عددية القوات بالمنطقة فقام بتفعيل العمل الخاص فى العمليات فكون أول مكتب عمل خاص يُفْعّل فى السودان وهو احد مكاتبه بمنطقة الشجر العسكرية ومنها انتشرت فكرة العمل الخاص الي باقي المناطق والكثير الكثير من العمليات الاستخبارية والنوعية التي لا تحصى ولا تعد يكفي انه عندما تراجعت قواتنا عند هجوم المليشيا وشاع سقوط المنطقة قاد بنفسه مجموعة من الأفراد وقام بطرد المليشيا وتحدث عبر التلفون مع القائد العام للقوات المسلحة وأبلغه بان كل ما راج بوسائل التواصل الإجتماعى عن سقوط مدرعات الشجرة ماهو إلا محض شائعات وأنه الان يتحدث معه من داخل سلاح المدرعات وسط الجنود ومكنه من مخاطبتهم وكثير من الأعمال التى قدمها ذلك الرجل جعل له الفضل من بعد الله عز وجل في صمود منطقة الشجرة العسكرية
أما المجاهدين وإستبسالهم ومجاهداتهم فقد حظيت منطقة الشجرة بكوكبة من خيرة أبناء الوطن الغيورين على دينهم ووطنهم تجد فيهم كل الصفات الحسنة من شهامة وشجاعة لقد استبسلوا أيما استبسال ولقنوا كل من سولت له نفسه من المليشيا بالهجوم على منطقة الشجرة درسا قاسيا لن ينساه كل من بقى منهم على قيد الحياة فقد قدموا الغالي والنفيس دون مقابل ولم يبتغوا سوى ارضاء الله وغايتهم ان يعيدوا الوطن والمواطنين الي مجدهم وسط الشعوب أو يذهبوا الى جنات الخلود وفي سبيل ذلك قدموا الأرواح رخيصة دون تردد أو تفكير في متاع الدنيا الفانيه لن تكفى الكلمات عن وصف هولاء المجاهدين بهذه المنطقة وبالفعل انهم رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه فيرجع لهم الفضل الأكبر بعد الله عز وجل فى صمود منطقة الشجرة وقد إرتقت أرواحهم فرادى وجماعات الشهداء فى هذه المنطقة الصامدة لقد نالت لقب الصمود بعد أن سقيت أرض المدرعات بدماء الشهداء الطاهرة والذين قدموا ارواحهم رخيصه من اجل الوطن من ضباط وضباط صف ومجاهدين لن تكفى الأحرف وصفهم جميعا فهم يحتاجون الى مجلدات تحكى للأجيال القادمة عنهم ومنهم على سبيل المثال لا للحصر اللواء الركن أيوب عبدالقادر فهو ابن المدرعات منذ تخرجه برتبة الملازم وانتقل منها برتبة اللواء قائداً للفرقة( ١٧) مشاة وعند اندلاع الحرب قاد متحركا من منطقة سنجة وكانت وجهته سلاح المدرعات ليصبح سندا للقوات الموجودة بهذه المنطقة وصعدت روحه شهيداً مخلفا وراءه الكثير من البطولات كانت سبباً بعد الله عز وجل في صمود هذه المنطقة ثم العميد أمن عمر النعمان فقد كان هذا الرجل عمرا أسمى على مسمى فقد حاز على لقب المجاهد من صفته كقائد لجهاز الامن بالمنطقة عرف بالشجاعة والنبل ووضع ووقع إسمه فى سويداء القلوب قبل العقول لدى المقاتلين بهذه المنطقة من عسكريين ومواطنين فسعى للشهادة ونالها وترك اثره الطيب في نفوس الجميع وفدى بروحه هذه المنطقة حتي تظل صامدة والشهيد المجاهد محمد محجوب وقيع الله أو (النيمة) كما يحلو للجميع مناداته بهذا الاسم رجلا اختار الجهاد في سبيل الله مدافعا عن الدين والعرض والوطن تاركاً ملذات الدنيا ونعيمها فلا يخفي عليكم انه مدير بنك أمدرمان الوطني فكان بامكانه العيش في كل البقاع الآمنة لكنه سلك طريق الجهاد فكيف لا يسلكه وهو ديدنهم في الأسرة فقبله استشهد شقيقه الشهيد معتصم في حرب الجنوب لقد كان الشهيد النيمة من اوائل المجاهدين الزين اتوا الى سلاح المدرعات وساهم في تذليل كل العقبات التى كانت تواجه المنطقة من دعم لوجستى وظل صامد طيلة فترة العام والنصف يقدم المساعدة لكل الموجودين داخل منطقة الشجرة مما جعله محبوبا لدي المواطنين قبل المقاتلين وتجده امام الجميع في كل الجبهات بالمنطقة التى تعرضت للهجوم من قبل العدو لن نكفيك حقك مهما تحدّثنا عنك ثم الشهيد العريف أسامة طه هو أحد أبناء اسرة العمل الخاص رجلا خفيفا كالنسمة علي قلوب الجميع كان يحث زملائه على الصبر والصمود ووضع يقين النصر فى قلوب الجميع عرف بالشجاعة عند القتال ظل يقاتل عام ونصف دون كلل أو ملل فكان رمزًا للصمود
ونــــــــواصـــل