
جاء خطاب قائد ميليشيا الدعم السريع المهزومة- المتمرد حميدتي أمس دون مقدمات أو ترويج كما كان يفعل إعلام المليشيا في السابق بالترويج لخطابات حميدتي عبر إعلانات وحملة اعلامية مسبقة..
من حيث الشكل ظهر المتمرد حميدتي بوجه شاحب وشكل يبدو عليه التعب والإنتهاك الشديد وبشارب نصف أبيض ولبسة عسكرية مهترئة لا تتناسب مع حجمه، إذ أن وزنه تناقص بصورة ملحوظة وغاب عنه الماكير الذي كان ينسق كل شيء بداية من صبغة شعره وحتى نظافة أظافره مما يؤكد أن الرجل فارق حياة الدعة والنعيم وعاد للمربع الأول الذي جاء منه..
ظهر المتمرد حميدتي بلا رتب عسكرية أو كاب وب(كدمول) يغطي رأسه مما يشير إلى احتمال إصابته في الرأس أو أن مرض ألم برأسه ..يؤكد ذلك شكل وطريقة لف (الكدمول)..
من حيث مكان تسجيل الخطاب فالصورة تؤكد أن الرجل في فيافي كردفان أو أقاصي دارفور .. يعضد ذلك عدم تهيئة مكان التصوير وظهور الصورة بجودة منخفضة وزاوية ضيقة لا تظهر حتى التربيزة التي أمامه..
من حيث المضمون: جاء خطاب المتمرد حميدتي متناقضاً ودون فكرة مركزية فقد أشاد الرجل بالعلمانية التي أجزم أنه لا يعرفها أذكر هي أم أنثي؟! وفي ذات الوقت قال انهم في المليشيا أحق بالاحتفال بغزوة بدر من الإسلاميين!! مما يؤكد ضحالة وجهل الرجل الذي أصبح يهرف بما لا يعرف وينفذ مايطلبه (الكفيل)..
كعادته دوماً اشبع حميدتي ياسر العطا ومناوي وجبريل شتماً وسباباً ، وحاول إثارة مناوي وجبريل بقضية الكنابي ولم يتبق له إلا أن يصفهم بـ(العبيد) فايحاءاته تؤكد ذلك، وهي العبارة التي اعتاد حميدتي أن يطلقها على كل الزرقة بل كان يرددها ضد أحد أعضاء مجلس السيادة قبل تمرده!!..
مواصلة لتناقضاته تحدث المتمرد حميدتي عن شمال السودان الذي يمثل (شوكة حوت) بالنسبة للمليشيا وقياداتها قائلاً إنه لا يستهدف مواطن الشمال وفي ذات الوقت قال المتمرد حميدتي انه سيقصف مروي والدبة وعطبرة وشندي..!! فاي تناقص هذا؟!
مواصلة لخطرفاته حاول المتمرد حميدتي مغازلة أهل شرق السودان وتحريضهم ضد استضافة الحكومة المركزية ببورتسودان بوصفهم بالمهمشين وبطريقة حديث (المشاطات) اتهم حميدتي البرهان وحكومته بالوقوف ضد تطوير وتنمية الشرق ومنعه من استجلاب محطة تحلية لمياة بورتسودان حينما كان نائبا لرئيس مجلس السيادة!! وهذا يؤكد كذب ونفاق الرجل فالبرهان لم يستطع منع حميدتي من استجلاب الأسلحة المدمرة ومصانع المخدرات فكيف يستطيع منعه من استجلاب محطة تحلية مياة!!
فضح حميدتي حلفائه من عملاء قحت وتقدم الذين وقعوا معه إتفاق نيروبي وقال إنه لن يقاتل وحده بل سيحارب معه عدد من الحلفاء.. وبذا يكون حميدتي قد كشف المستور وفضح قادة قحت وتقدم وصمود الذين ظلوا في حديث دائم عن السلام حتى اسموا حكومتهم المزعومة التي تحالفوا فيها مع القتلة والمغتصبين بـ(حكومة السلام)!!
أشار حميدتي لعدم خروجهم من القصر الجمهوري والمقرن مما يؤكد ان قواته هناك في موقف لا تحسد عليه من خلال الحصار الذي يفرضه عليها الجيش من كل مكان، مما اضطر المليشيا لسحب أبناء الماهرية من القصر الجمهوري واستبدالهم بالمرتزقة النوير..
ختم حميدتي حديثه برسالة للأشاوس عن ذكرى تاسيسهم في 17 رمضان وهذا يؤكد أن المليشيا تسعى لهجوم انتحاري في هذا اليوم مما يتطلب الحيطة والحذر من القوات المسلحة التي يجب ان تبادر بهجوم شامل على أوكار وجيوب المليشيا داخل الخرطوم..
الخطاب يؤكد أن المتمرد حميدتي يعاني من أزمة نفسية حادة جراء الهزائم المتلاحقة لقواته وأن الرجل أصبح في حالة يرثى لها بعد فقدانه لأكثر من 90% من قواته وفقدان الدعم الإفريقي بعد ذهاب المرتشي موسى فكي من مفوضية الإتحاد الإفريقي وتراجع عدد من الدول عن دعمه بعد توسع نطاق سيطرة القوات المسلحة..
يمكن وصف خطاب حميدتي بالمنهزم الذي فقد كل شيء ولم يتبقى له إلا السباب والشتيمة على طريقة المشاطات..