مقالات الرأى

يوسف عبدالمنان يكتب .. هل انتقلت معركة التحرير بعد الصالحة والدبيبات إلى كردفان ؟؟ هرولت قيادات المليشيا إلى نيالا بحثا عن طوق نجاة. أمريكا تعيد دورها الخبيث في تأجيج الصراع في السودان.

تابعنا على واتساب

1️⃣
بعد أن منيت قوات الدعم بالهزيمة المرة، في منطقة الصالحة، وخروجها النهائي من ام درمان، وخرجت تجرجر ثوب الهزيمة، وخلت العاصمة الوطنيه من أي وجود للملشيات، بعد معركة الصالحة التي مثلت منعطفاً هاماً جداً في مسار العمليات العسكرية، في البلاد، باعلان تحرير الخرطوم، و كانت المليشيا بعد أن خسرت معارك الجزيرة والخرطوم، جاءت بأحد أكثر قادتها ورموزها دمويةً، وهو عبدالرحمن جمعة، الذي ارتكب فظائع، وجرائم ضد الإنسانية في غرب دارفور، وهو من أشرف على عمليات التطهير العرقي في دارفور، وعبدالرحمن جمعة شخصية نصفه من جنوب السودان ونصفه الآخر من عرب الرزيقات بالضعين، والمدهش أن جمعة برغم أميته الحضارية، وأميته الأبجدية، ترقى في المناصب العسكرية!! وظلت قيمته الانسانيه تتدحرج إلى أسفل سافلين، ذلك ان ديدنه قتل الأنفس بلا هوادة!! وهذه إفرازات بيئته الإجتماعية التي نشأ فيها في أسفل الهرم، فظلت عقدة العروبة تلازمه طوال حياته، لأن والدته تمثل واحدة من خطايا مجتمع يمتهن الرق والعبودية، حيث لايُعرف لأمه قبيلة، سواء انها أُختطفت من شمال بحر الغزال أيام غارات مليشيا ام باغه، والمراحيل على الجنوبيين، وجاء والده بصبيةٍ صغيرةٍ كجارية، فانجب منها عبدالرحمن جمعه هذا، الذي تكاد حياته تطابق مع قصة رجلٍ يُدعي( بركة) في رواية طائر الشؤم لدكتور فرانسيس دينق مجوك، كان يمثل حزب الأمة في البرلمان، ولكنه متطرف في عروبته ويتمادي دوماً في كراهية الجنوبين، ومن حيث يعلم أو لم يعلم فإن والدته جنوبية، ووالده من عرب المسيرية. وبهذا التاريخ المخزي والعقد النفسية إمتهن الرجل الهمبته، ومارس تجارة السعف والشرقانيات، وحطب الدخان. وغلبت عليه شقوته فصار من عتاة المجرمين، والنهابين والحرامية.
هذه هي مؤهلات تعيين عبدالرحمن جمعة قائداً لإنقاذ المليشيا في ام درمان. وظن عبدالرحيم دقلو انه الرجل المناسب دموياً ولا ينافسه في القتل والنهب أحدٌ يمكن إنقاذ الجنجويد.. لكنه أغرقهم في دوامة الفشل. واخيراً٠ هرب قبل أن يتحدث بقال، الذي صب جام غضبه على المليشيا التي لم تهتم به عند هروبها من الصالحة، وتركته يواجه مصيره لوحده ويلعق جراحات الفشل.

2️⃣
من الصالحة التي خسرتها المليشيا، كآخر معقل لها، وقبل أن تشفي من جرحها الغائر، كان ضحي الجمعة الثالث والعشرين من مايو ودرجة الحرارة تتصاعد لتبلغ الخمسين درجة، وقد حشدت المليشيا أكثر من خمسين عربة مسلحة، وعربات مدرعة وجاءت بكل قادتها من غرب كردفان، يقودهم حسين برشم، وماكن الصادق، واللص الذي رفعته المليشيا من همباتي يسرق الماعز إلى قائد عسكري!! انه موسى اغيبش، وهو الذي زوج شقيقته إلى الهالك شيري. ولكن واجهت المليشيا في الدبيبات جيشا يقوده الفارس حسن يونس البلاع الذي خطط لمعركة فاصلة خسرت فيها المليشيا كل قوتها التي أعدتها لتطيل مسار متحرك الصياد وخوض معركة طويلة ولكن من خلال خطة عسكرية ماكرة وجسارة القوات المسلحة والمشتركة التي يمثل فيها مكون العدل والمساواة الفصيل الأكبر والمجاهدين من (البراؤون) الذين استرخصوا الحياة في سبيل الوطن ورفع راية لا اله الا الله، لقد كانت معركة الدبيبات التي بدأت منذ ليلة الخميس وهلك فيها القائد الشهير بالحلبي، وخرج المدعو صليب الديك بأعجوبة م8ن طيران القوات المسلحة، وهلك أكثر من أربعين من عناصر المليشيا، وهرب كعادته حسين برشم مخلفاً من ورائه سيارته ومقتنياته الشخصية، ودخلت قوات متحرك الصياد مدينة الدبيبات من الجنوب والشمال والشرق والغرب، وهرولت المليشيا مسرعةً خارج المنطقة، وبعد معارك ضارية استطاعت القوات المسلحة السيطرة على واحدة من أهم المناطق الحاكمة والرابطة بين ولايات غرب كردفان وشرق دارفور الضعين وبين جبال النوبة وشمال كردفان وتقع الدبيبات على بعد 100 كلم جنوب غرب الأبيض, وعلى بعد 60 كلم عن مدينة الدلنج, وهي محطة هامة عبر طريق سكة حديد الخرطوم نيالا. ويتفرع شارع الأسفلت من تقاطع طيبة إلى أبوزبد الفوله بطول 183 كلم. ويمتد طريق الأسفلت من الدبيبات إلى كادقلي بطول 190 كلم وهو من أقدم الطرق حيث افتتح في عام 74 من القرن الماضي على يد الرئيس الأسبق جعفر نميري. وتاريخياً تعتبر الدبيبات من معاقل حزب الأمة القومي، وأنجبت المنطقة أعلاماً في السياسية والفكر، فلا تذكر المنطقة الا وجاء اسم بروفيسور التجاني حسن الأمين، وبروفسير إبراهيم نورين، والدكتور عبدالله حمدوك، وعبدالله النور، والشاعر منفل النور، والفنان عبدالقادر سالم، والأديب خالد شرف الدين، والأديب منفل النور بخيت. وتمثل المنطقة مركز ثقل لقبيلة الحوازمة ذات الطبيعة التوافقية، حيث كانت في َ السابق متسامحةً مع الآخرين، وتحالف مع عرب كنانه والتكارير، وخزام، والمعاليا، والبديرية قبل أن تمزقها المليشيا التي فرقت بين القبائل والمجموعات السكانية، وإحالت المليشيا حياة السكان إلى جحيم، بسبب الانتهاكات الفظيعة لحقوق المواطنين، وكان القتل والسحل والنهب والسلب. وقتلت المليشيا مئات من المواطنين ظلماً وحيفاً، وتعرض التجار والراسمالية والرعاة والمزارعين والجنود والموظفين إلى الاحتيال، والتخويف، وارغام التجار علي دفع مبالغ طائلة لفدية أنفسهم، من بطش شيريا ومساعدي شيريا وينتظر أن تبدأ مرحلة مابعد التحرير مكافحة عناصر المتعاونين مع المليشيا وأغلبهم من عناصر بعض الأحزاب وحتى المؤتمر الوطني.
ويفتح تحرير الدبيبات الطريق إلى الفوله وابوزبد والضعين وأهم من ذلك فك الحصار عن جبال النوبة التي تعرضت للظلم والتجويع والحصار فقط بسبب عنصرية المليشيا وبغضها لكل من يرفض مشروعها أو يرفض الاندماج في مشروع دولة العطاوة الذي يروج له بكل أسف بعض أساتذة الجامعات من أبناء المنطقة، ولكن بتحرير الدبيبات ستعود لجبال النوبة عافيتها ويمتد التواصل بين الدلنج والخرطوم وفي ذلك انتصار كبير لهذا الوطن.
3️⃣
عادت الولايات المتحدة لمنهجها القديم الفاشل في دعم المليشيا إعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا مثلما دعمت من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى توقيع اتفاقية السلام في 2005م وظلت الولايات المتحدة تفرض عقوبات على الحكومة السودانيه من حين لآخر، وحينما أدركت الآن واشنطون ان القوات المسلحة اقتربت من تحقيق انتصار حاسم على التمرد جاءت بفرية ومزاعم استخدام القوات المسلحة للأسلحة الكيميائية في الحرب الحاليه؟ في محاولة لإدانة الحكومة وتبرير هزيمة الدعم السريع. وليت الحكومة السودانيه مضت في اتجاه تطوير العلاقات مع الدول الشرقية، وخاصة الصين وروسيا وتركيا وإيران ووقعت اتفاقيات إستراتيجية مع هذه الدول، ومنحتها قواعد بحرية في البحر الأحمر، وقطع عشم البرهان في الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، التي لن ترضى عن السودان مهما قدم من تنازلات.
4️⃣
تشهد مدينة نيالا هذه الأيام إقبال المئات من عناصر التمرد والمليشيا هروباً من واقع الهزيمة التي حلت بمناطق التمرد، وإذا كان ناظر الحوازمة الهادي اسوسه قد غادر باكرا إلى نيالا بمعيته كل عمد محلية القوز باستثناء أربعة أو خمسة من العمد؟ فإن بعض أئمة المساجد من المتماهين مع التمرد أيضا أقبلوا على الحج في نيالا بدلاً من الحج لبيت الله في الاراضي المقدسة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى