اليوم نيوز

محجوب فضل بدري يكتب … أنا أبوی جَيَّاشی!!

طفلةٌ بريٸة، رَثَّة المظهر ، تبكی بكاءً يقطِّع نياط القلب، وتقول وسط النشيج بصوتٍ حزين باكٍ، (أنا أبوی جَيَّاشی، وماعارفاهُ وين!!)
وتتلقفها أيادی الجَيَّاشة، ويحيطونها بكل معاني الأبوة وبأحضانٍ دافٸة، تُوحِي بالأمن والأمان، وكلمات تُشيع الإطمٸنان فی نفس تلك الطفلة التی تجسَّدت فيها بعض فصول البطولة والفداء التی يقوم بها كل (جَيَّاشي) وهو يُلَبٍّي النداء، وينطلق في مهامه التی أدَّیٰ القسم علیٰ أن يٶديها بكل طاعةٍ للأوامر الصادرة له من شخص ضابِطه الأعلیٰ براً أوبحراً أوجوًّاً ولو أدَّیٰ ذلك إلی المجازفة بحياته. وياله من قَسَمٍ غليظ.
كان المقطع القصير للطفلة رسالة لكل أب أو أٌم سوداني، وليس رسالة للجَيَّاشة وحدهم، فهم يعرفون إنَّ الطريق الذی يسيرون فيه هو طريق النصر أو الشهادة ويرددون بلسان الحال والمقال مقولة البطل الشهيد عمر المختار [ نحنُ لا نستسلم، ننتصر أو نموت].
ولكل جيَّاشي أسرة، يعلم إنَّها فی انتظار يوم عودته من ساحة القتال، متوَّجاً بالنصر، أو ظافراً بالشهادة،
لكنه، لا يشغل باله إلَّا بمهام القتال التی نَذَرً روحه لها، ويعلم يقيناً إنَّه (كاسب كاسب) النصر أو الشهادة.
وكل أُسرة رَبّها جَيّاشي تحيا تحت ظِلال البنادق، وتعيش علی الكفاف، ولا ترنو لحياة الترف والدِعة، وهي تعرف إن خدمة الجيش ضريبة أشرف من أن تُقاس بالمرتب مهما كانت قيمته،أو الإمتيازات مهما زاد مقدارها. ولأن النفوس مجبولة علی طلب السلامة، وزيادة الرزق،فإن علی القيادة العمل بهمةٍ وصدقٍ وإخلاص علی تحسين ظروف الجيَّاشة الذين لا نقابة لهم، ولا يقيمون الندوات ولا ينادون بزيادة المرتبات، ولا يبتزَّون القيادات، فما إن يَضرُب البروجي، يَأتون للجمعون بأسرع خطوة بيادة۔ قصيرة نشيطة، وَيَحَيُّون الأوامر قبل سماعها، ولا يناقشون قائدهم وكل كلامهم حاضر سعادتك، جاهزين.
اْقول لك يابنت الجياشي ياطفلتي العزيزة، أمسحي عن عينيك دموعك الغالية، وقولي لمن حولك ولكل من يسألك:-
( أنا أبوی جيَّاشي)
مابيريد كُترَ الكلام، يحب النِظام، يرفع التمام، يرمي قِدَّام، ويجغم اللٸام.
مشيته بيادة، ومهنته قيادة، ودِبْشِكُه وسادة، ونصره قلادة، وموته شهادة.
فی الرجال قامة، وفي الوجوه شامة، وفی الجيش علامة، لابس للحرب لامة، وعلی كل أعداء الوطن طامة،
(أنا أبوی جيَّاشي)
يوم نادَیٰ المنادي حيَّ علی الجهاد، ما توانیٰ،(كَرَبْ قَاشُو، وَبَشَكٔ تُركَاشُو)
زادو تمرات من شنطة الجِراية علی ضهرو، وشرابو جرعة موية حارَّة من الزمزمية، فی خصرو، وهدفه هو تدمير قدرة العدو المادية، والمعنوية لم يبدأ بالحرب لكنَّها فُرِضت عليه ولا يعرف متیٰ تنتهی، لكنه واثقٌ من النصر .
النصر لجيشنا الباسل.
العِزة والمِنعة لشعبنا المقاتل٠
الخزی والعار لأعداٸنا، وللعملاء.
وما النصر إلَّا من عند الله.
-والله أكبر، ولا نامت أعين الجبناء.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.