اليوم نيوز

ايمن كبوش يكتب … الفارغة والمقدودة.. !

عندما كان الصوت الثلاثي المدهش.. (جوليا بطرس، سوسن الحمامي وامل عرفة) يردد بذلك الصوت المؤثر القوي: (الشعب العربي وين، وين الملايين) كرثاء حزين للقضية الفلسطينية، كان الشعب العربي رسميا قد تناسى الحسناء اللبنانية الشهيدة (سناء محيدلي)، ابنة الجنوب التي فجرّت نفسها داخل عربة مفخخة في حاجز اسرائيلي، فلم يعد يذكرها أحد بعد أن أصبحت القضية الفلسطينية عند العرب (تتخندق) في جدليات (سهى عرفات) فصاروا أكثر انشغالا بأخبار ثروتها الطائلة وأسباب أبعادها من دولة تونس وإسقاط الجنسية ! حدث هذا لأن الشعوب العربية على مر التاريخ ينطبق عليهم القول: (تستغرق مناقشة المسائل التافهة وقتا اطول.. لان البعض لا يعرف مسائلا غيرها).. ونحن كذلك.

أعود وأقول إن اسوأ ما أنتجته حرب الكرامة التي يخوضها الشعب السوداني وقواته المسلحة الباسلة ضد عدوان مليشيا آل دقلو الإرهابية ومعاونيها من دول الشر والارتزاق، هو ذلك الاصطفاف الحاد لصالح زيد أو عبيد داخل المكوّن الواحد المساند للجيش، في وقت نحن أحوج فيه ما نكون إلى الاصطفاف خلف راية واحدة اسمها راية (جيش واحد.. شعب واحد) دون مغالاة أو مزايدة في ساحة الدفاع عن الوطن.

لم يكن (عبد الحي يوسف) الذي يثير هذه الضجة، على حق في مهاجمة القائد العام للجيش، ولا البرهان على حق في رده على عبد الحي، وبينهما (نافخي كير) كثر يسعون ما بين الطرفين (اصطفافا) من أجل إثبات ايهما أحق فيما قاله ؟ وكلاهما في الحقيقة مخطئ لأن الحرب لم تضع أوزارها بعد، ومعظم أهل السودان في منافيهم البعيدة مازالوا يدفعون الثمن الباهظ لحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، سوى أنهم مواطنون سودانيون، اوجدهم المولى عز وجل، في هذه الأرض المستهدفة والمستضعفة والمحروقة.

هذه الحرب الكلامية، ليس فيها أي كاسب والخاسر هو الوطن ويكفي أن يتم تجيير مكاسبها لصالح أعداء الوطن والشعب الذين لم تتوقف شماتتهم بعد، فصارت القضية الوطنية الان هي (عبد الحي) و(البرهان) وكلاهما في موقف لا يحسدان عليه بسبب غياب الكياسة والفطنة والحكمة في هذه الحرب الكلامية غير المنتجة.

على الذين ينشطون في لعب أدوار (حمالة الحطب) أن يتوقفوا فورا لأن الحرب الكلامية لن تحرق أحدا غير المواطنين الذين استطالت إقامتهم في أماكن النزوح وضاق بهم الحال لدرجة لا تحتمل لذلك هم يبحثون عن حلول عاجلة لمشاكلهم الحياتية ويبحثون عن وعود صادقة من القائد العام عن إنهاء هذه الحرب بانتصار كاسح للجيش، خصوصا وأنهم يعلمون تماما بأن المليشيا المتمردة الآن في أضعف حالاتها، ووجودها في بعض المناطق مجرد وجود صوري سواء في مصنع سكر سنار أو مدن وقرى ولاية الجزيرة، ومتى ما اختار الجيش أن يهاجمهم لن يجدوا حلا غير الفرار من تلك المناطق كما حدث في مناطق عديدة آخرها السوكي والدندر وسنجة وأبو حجار، حيث امتلك البطل الشجاع عبادي الطاهر الزين الطاهر، قائد متحرك النبأ اليقين، زمام المبادرة واقتحم تلك المناطق بنسبة خسائر تقترب كثيرا من الصفر، إذن لا حاجة للقوات المسلحة في هذا البطء ولا توجد استفادة من استطالة أمد الحرب طالما أن الإرادة متوفرة عند المقاتلين الشجعان.

كفايانا انشغالا بسفاسف الامور وهناك دماء وهناك شهداء دفعوا كلفة عالية بأرواحهم واجسادهم وهناك آخرين ينتظرون وما بدلوا تبديلا.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.