ايمن كبوش يكتب … لن يسلم مواطن ام درمان من الاذى.. !
على خلفية ما جرى لحافلة ركاب الحارة 17 الثورة بام درمان امس والتي راح ضحيتها العشرات من الابرياء ما بين قتلى وجرحى، وعلى خلفية ما ظل يجري طوال اشهر الحرب الأولى والأخيرة من قبل المليشيا الارهابية المتمردة التي تستهدف المواطنين من مناطق بحري وغرب ام درمان بالتدوين، نقول إن مواطن ام درمان سيظل هدفا متاحا لهذه المليشيا الإجرامية، مالم تنجح القوات المسلحة السودانية في اسكات هذه المنصات التي يتم عبرها ومن خلالها إطلاق الصواريخ والدانات نحو المناطق الآمنة التي تحظى بكثافة سكانية عالية، لن يحدث ذلك ما لم تنجح القوات المسلحة في تحرير منطقة بحري بالكامل، وكذلك غرب ام درمان وجنوبها، حيث ما زالت المليشيات والعصابات تتخذ من تلك المناطق مخابئ لارتكاب الجرائم المروعة ضد المواطنين.
عادت أعداد كبيرة من المواطنين إلى مناطق ام درمان الآمنة، سواء الى التي ظلت طوال الفترة الماضية تحت سيطرة الجيش، أو تلك التي تم تحريرها بعرق الرجال ودماء الشهداء، حيث ينعم المواطنون بالاستقرار وعادت حياتهم شبه طبيعية في معاشهم وحركتهم، وهذا بطبيعة الحال يقلق المليشيا واعوانها من القحاتة والتقزميين المأجورين الذي لا يجرؤ واحد منهم على إدانة تلك السلوكيات، لأنها صادرة من حليفهم العسكري، بينما يسارعون بإدانة الجيش بالبيانات والاطلالات الفضائية مع أنه لم يفعل شيئا ابعد من حرصه على الدفاع عن الأرض والعرض ضد (جيوش الاحتلال).
وعلى ذكر جيوش الاحتلال، حدثني مصدري الموثوق من داخل مدينة ود مدني، حاضرة ولاية الجزيرة، بأن حالة من الذاعر قد سادت وسط الجيوش المليشياوية المغتصبة، وقد قصد المصدر هذا اللفظ وله فيه شرح وتفسير، حيث أكد بأنه لم ير اولئك الذين يجوبون شوارع المدينة إلا في (افلام الاكشن)، رجال بيض يضعون (الاوشام) على سواعدهم وأكتافهم العارية، يبدو أنهم كولومبيون، ثم هناك مرتزقة ليبيين وتشادين وجنوب سودانيين، ولكن اللافت للنظر أن هناك الكثير من كبار السن في صفوف المليشيا، اظنهم من قدامى المحاربين، ثم أضاف: الأطفال هم أغلبية غالبة ومعظمهم من دول الجوار، انتشر بينهم الهلع منذ أن أدركوا بأن الجيش السوداني اقترب كثيرا من دخول المدينة، كنا نسمع اصوات المضادات الأرضية كثيرا، ونسمع كذلك دوي المدافع، ولكن عندما يظهر الطيران السوداني في سماء المدينة، يختبئ الكل وتختفي مظاهر الاستعداد للقتال.
أعود وأقول إن الجيش السوداني سوف يحرر مدني، من محور سنار، من محوري المناقل، من محاور الشرق العديدة، المهم أن التحرير هو النتيجة التي يبحث عنها هذا الفريق الذي أعد عدته لصعود الجبل، وهو يعلم بأن هنالك خسائر بحسابات المهمة الخطيرة، ولكن تظل عملية الصعود إلى قمة الجبل هي النتيجة الحتمية.