
سربت غرف دولة الإمارات العربية المتحدة مقطع فيديو عن جماعة مصرية ، تتحرك علي الحدود المصرية الليبية ، قالت انها تستهدف أمن مصر ، وتم نسج رواية فطيرة وساذجة عن علاقاتها بأطراف سودانية ، وتولى نشر ذلك بعض اعوان الأمارات وعرضوه بطريقة موحدة لم يغيروا أو يبدلوا ، وهذا دأبهم ، وربما أغلبهم مواقعهم تدار من خلال ادوات الذكاء الاصطناعي ، وحتى الخلفية السوداء كانت اختيارهم جميعاً ، وتسعى الإمارات العربية جاهدة وبكل السبل إلى تحييد مواقف مصر تجاه السودان ، ولكنها تخطيء الهدف كالعادة..
وأول الأخطاء أبوظبي : أن لدى القاهرة وعي كبير لمصالحها القومية الكبري ، وتدرك أن السودان هو امنها وعمقها الاستراتيجي ولهذا تهتم بكل تفاصيله ودقائقه بما لا تحتاج معه لفبركات سخيفة وطفولية..
وثاني أخطاء ابوظبي: أنها لا تدرك أن هناك علاقات تواصل مباشر بين الاجهزة المختصة ، وتبادل للمعلومات ، فالعلاقات والوشائج بين البلدين (السودان ومصر) وخبراتهما وتجاربهما أكثر قوة وترابطاً وصلات وثيقة مما يتصورونه ، وهو أمر لا تخطئه بصيرة أى مراقب أو خبير في قضايا الأمن..
وثالث أخطاء ابوظبي: أنها تجهل قوة المخابرات المصرية ، لدرجة تصورها أن مجرد مقطع فيديو يمكن أن يثير انزعاجها ، وابوظبي لا تدرك أن المخابرات المصرية تكون قد عرفت مسبقاً أين تم فبركة المقطع؟واين تم تصويره؟ ومن أين تم بثه أول مرة؟..
وأكثر من ذلك فإن مصر وحتى العام 2024م هى الدولة الثانية بعد فرنسا ، من حيث التغطية اللاسلكية والاقمار الصناعية والمراقبة فى المثلث الحدودي وحتى افريقيا الوسطي ، وبعد تراجع الدور الفرنسي فإن مصر ومنذ مطلع العام 2025م هى الدولة الأكثر إطلاعاً على ما يجري في الاقليم ، فهي لا تحتاج لاعلام بائس لتمليكها وتلقينها معلومات كاذبة ومضللة وزائفة..
ورابع أخطاء ابوظبي ، أنها تتعامل بطيش وجهل في بيئة لا تعرف خباياها ، ولا تدرك عمق العلاقات المصرية بالأطراف الليبية كافة ، بما يسمح لها معرفة كل الوقائع ودقائق الأمور..
تستحق (فبركات) ابوظبي التجاهل والتغافل عنها ، فهي تسعى جاهدة إلى:
- إثارة النقاش في اجندة جانبية بدلاً عن التركيز على القضية الوطنية الكبري ، وهى استهداف الأرض والعرض والممتلكات ، والتدمير المنهجي للبنية التحتية للمواطن ، وكل ذلك عبر التهجير والابادة والتجويع والتخويف والترويع والعنصرية ، حيث توفر الأمارات العربية كل ادوات الدمار والقتل إلى مليشيا الدعم السريع المتمردة ، فهم شركاء الجريمة..
- وتسعى الإمارات العربية بكل السبل لتخريب علاقات السودان مع جواره ، فقد استقطبت النظام التشادي وقدم الدعم لمليشيا ومرتزقة في جنوب السودان وافريقيا الوسطى ومالي وليبيا ، وتحالفت مع اثيوبيا وكينيا ، ونشطت حركتها في كافة الميادين الخارجية..
- تسعى الأمارات العربية لإلحاق أكبر ضرر بأهل السودان ، ليس في تدمير اقتصادهم ومواردهم ونهب ممتلكاتهم وتفتيت مجتمعاتهم فحسب ، بل كذلك بالاساءة إلى سمعة المجتمع السوداني المتسامح والمسالم..
- ستفشل مخططات غرف الأمارات العربية المتحدة في مخططاتها ، بإذن الله وبوعي شعبنا وبفاعلية مؤسساتنا وبقوة صلاتنا كشعوب للمنطقة تتقارب مصالحنا وتتسامى غاياتنا..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق على
8 يوليو 2025م