
قالت دورية أفريكا كونفيدينشيال إن الاجتماع السري الذيّ شهدته مدينة زيورخ السويسرية في 11 أغسطس بين رئيس مجلس السيادة قائد القوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح البرهان ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون أفريقيا، مسعد بولوس، لعبت قطر فيه دورًا محوريًا في ترتيب اللقاء، حيث وفرت طائرة خاصة للبرهان وضمنت سرية الاجتماع، ومن المتوقع أن تواصل دورها الوسيط في الملف السوداني، خاصة مع استعداد بولس للقاء قائد الدعـ م السريـ ع محمد حمـ دان “حمـ يدتي”.
وبحسب أفريكا كونفيدينشيال فإن الامارات بعد اللقاء دفعت بنائب رئيس الدولة ومستشار الأمن الوطني، منصور بن زايد، للسفر إلى زيورخ في اليوم التالي للقاء بولوس، في ظل دعم أبوظبي للدعــ م السريـ ع، التي تسعى للسيطرة على مدينة الفاشر في دارفور.
وأضافت أفريكا كونفيدينشيال: هذه التحركات جاءت بعد فشل اجتماع رباعي في يونيو ضم الولايات المتحدة، الإمارات، مصر والسعودية، حيث أبلغ الدبلوماسيون الأمريكيون نظراءهم السودانيين أنهم يعملون على مقترحات جديدة لإنهاء الحرب.
إلا أن اجتماعا آخر للرباعية في واشنطن بتاريخ 30 يوليو انتهى أيضاً إلى طريق مسدود، بعد تمسك مصر بموقفها الداعم للجيش السوداني وحكومته في بورتسودان، في مقابل رفض أمريكي لإشراك الجيش والدعـ م السريـ ع في المرحلة الانتقالية، وهو ما تؤيده الإمارات.
كان بولس حريصاً على عقد اجتماع رباعي، ولو لإظهار أن الصيغة الأميركية لا تزال فاعلة، ولإبعاد الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي عن أي مفاوضات عسكرية عالية المخاطر.
تعارض الإمارات سياسة القاهرة تجاه السودان، وتدعو إلى انتقال مدني يستبعد الفصائل العسكرية، لكن موقف الامارات يبدو متناقضًا، إذ إنها الممول الرئيسي للدعـ م السريـ ع كما دعمت حكومة موازية في غرب السودان بقيادة حميـ دتي.
المبادرات الأميركية الأخيرة دفعت إلى تغييرات في القيادات لكنها لم تُحدث أثراً ملموساً على مسار الحرب أو مساعي الهيمنة العسكرية لأي طرف.
ورغم المساعي الأميركية، تواصل الإمارات دعم الدعـ م السريـ ع عسكرياً، وتستعد مع حلفائها لحرب طويلة. أقام الدع.م السريـ ع قاعدة في جنوب ليبيا قرب الكفرة، لترسيخ قبضته على دارفور وغرب السودان.
أدت شائعة عن سقوط طائرة إماراتية في نيالا إلى أزمة سياسية، تلتها إجراءات إماراتية بتقييد الرحلات والشحنات نحو مناطق الجيش، مع إبقاء تدفق الذهب إلى دبي من مناطق سيطرة الجيش.