فوزي بشرى يكتب.. مغادرة البرهان موقعه بالتي هي أحسن أو أسوأ
بقاء السودان بلدا واحدا يقتضي انتصار الجيش وانتصار الجيش يقتضي ذهاب البرهان. مغادرة البرهان موقعه بالتي هي أحسن أو بالتي هي أسوأ شرط لازم لبقاء الاثنين معا نقطة لا يوجد سطر جديد.
الأوطان أجدر بالبقاء من الأشخاص مهما أحسنوا الظن بأنفسهم وصدقوا أضغاث أحلامهم، هذه الحرب يمكن أن تقدم في كتب العلوم العسكرية كأسوأ حرب تخاض بأسوأ إدارة
سياسيا فشلت في تأسيس خطاب يقول هي حول ماذا، لا يكفي أن تقول هي حرب الكرامة حتى تشرح أي كرامة ؟ ومن فرط فيها حتى ديست. فإذا ذهبت إلى جدة أو الايقاد قلت للناس علام التفاوض وفيم؟ ولا يكفي اشتراطك بقصة الخروج من البيوت والأعيان فهو شرط يسكت عما بعده وفي ذلك إضلال للشعب أي إضلال.فالبرهان وجنرالاته يعلمون أن الأمر أكبر من الأعيان.
هذه حرب احتلال للبلاد يعرفون جيدا من يقف وراءها فصمتوا دهرا لا يوردون اسم الدولة الراعية لحاجة في أنفسهم باستثناء الفريق العطا الذي أرادوا له أن يكون (سفيه قومه) قومه لا يؤاخذون بما يقول. وهي حرب سيئة الإدارة سياسيا بتعدد خطاباتها المربكة يلقى بها خواطر فجة من فوق المنابر
وهي حرب سيئة الإدارة من جهة عملها الاستخباري الذي لا يوفر معلومة لمسافة مائة متر أمام المتحركات العسكرية فتقع فريسة للقصف كما حدث مع أكثر من متحرك مثل ما جرى مع متحرك الفاو صوب مدني وهي أرض سهل لا جبل فيها ولا غابة. ومثلما حدث مع الهجوم الالتفافي الذي نفذته قوات الدعم السريع على سنجة وبلداتها وقراها. فلست في حاجة لأن تكون أركان حرب لتعلم أن طريق الأسفلت الممتد من سنار حيث يتحشد الجيش إلى مدينة ربك حيث يرابط جيش آخر، هذا الطريق الذي يزيد على مائة وعشرين كيلو يقع إلى الجنوب منه وعلى امتداد طوله سهل منبسط يأخذك إلى سنجة في أقل من ساعة وهو الوتر الذي سلكته تاتشرات ومواتر الدعم السريع إلى سنجة والشمس في رابعة النهار تاركة جنرالات الجيش يحدقون في سواد الأسفلت انتظارا للعدو.
يا للبؤس. أين استخبارات الجيش؟ أين العقل العسكري الذي يرسم للحرب ألف سيناريو من بينها وفي مقدمتها احتمالية هجوم الدعم السريع على سنجة من الغرب. واستبعاد مثل هذا السيناريو يتصور الدعم السريع حافلات للمواصلات لا تنزل من الأسفلت مترا من ربك إلى سنار إلى سنجة.
حسنا عليكم التفكير الآن في الدمازين
هي حرب سيئة الادارة من جهة إعلامها فما أكثر ما سيطر الناطق باسم الدعم السريع على رواية ما جرى تاركا للجيش مهمة رد الفعل والإنكار وتكذيب الرواية الضد بعد أن تكون قد أكملت دورة حياتها في مواقع التواصل. في حرب كالتي تجري يجب أن يكون هناك تنوير يومي للمواطنين بما يجري في مسارح العمليات المتعددة وأن ينهض بالمهمة اليومية ضابط فطن مبين يخرج بنفسه في التلفزيون ويبحث حديثه في الإذاعة عوضا عن هذه الافادات المتباعدة تأتي تحت ضغط الحاجة ويلجئ إليها الخصم بما يقول. وقد بلغني أن الناطق الرسمي حبيس القيادة العامة وحسبك هذا دليلا على بيان العجز في القيام بالمهمة.
وهي حرب سيئة الادارة من حيث عجزها عن الوفاء بمتطلبات الحد الأدنى من توفير الإيواء والطعام للنازحين مثلا بإلغاء العام الدراسي في كل السودان وتحويل المدارس إلى مقرات إيواء يقدم فيها الطعام والدواء.
هي حرب سيئة الادارة لأنها فشلت في القيام بما هو أولي وهو إعلان حالة الطوارئ لتقييد حركة العدو وتمكين الجيش من التحرك. وهذا من ابجديات ضرورات الحرب. وغياب السيطرة على الحركة سهل عمليات تدفق المؤن والوقود للدعم السريع.
في وجود البرهان لن يبقى الجيش ولن يبقى الوطن. فمن كان سببا في إضعاف الجيش لصالح الدعم السريع لن يكون سببا في انتصار الجيش عليه.
لقد توضح الصبح عن الحقيقة.