أشرف إبراهيم يكتب … شكراً روسيا.. بلادنا تحتاج “فيتو” داخلي
*اليوم كان يوماً من أيام السودان وأيام الإنتصارات، والفرح للشعب المكلوم، نعم الفرح بالرغم من ماتواجهه بلادنا من مآسي وفواجع ودماء ودموع، فرحنا بالفيتو الروسي الذي تم في مجلس الأمن الدولي لصالح السودان قاطعاً الطريق على مشروع تدخل بريطاني ودولي.
*وفرحنا اليوم بإنتصار منتخبنا الوطني السوداني لكرة القدم وهو يتجاسر على التحديات ويطوع الصعاب ويصعد إلى نهائيات الأمم الأفريقية بعد أن حل في المركز الثاني في مجموعته صاعداً على حساب غانا والنيجر ومرافقاً لإنغولا.
*فرحنا كذلك وبلادنا تكسر غطرسة المبعوث الأمريكي توم بيريللو وتمرغ أنفه وتجبره على زيارة السودان وهو الذي ظل يطالب باللقاء به في العواصم الأجنبية أو في مطار بورتسودان ولكن قوبلت غطرسته بالرفض ليأتي مرغماً إلى العاصمة المؤقتة وقابل المسؤلين في مكاتبهم وعلى رئيس مجلس السيادة ونائبه ووزير الخارجية، وسمع المبعوث الأمريكي صوت السودان ومطالب شعبه ورفضه الإملاءات، وأتى ذلك بالتزامن مع الفيتو الروسي المناصر لبلادنا في مجلس الأمن.
*شكرأ عميقاً لروسيا التي أوقفت مشروع القرار البريطاني الخبيث الذي كان يهدف للتدخل الأجنبي في السودان تحت مظلة مجلس الأمن، ليدركوا مافشلوا في إنجازه بواسطة مليشيا الدعم السريع في حربها على السودان وشعبه بالوكالة.
*ولعلنا في هذه السانحة في حاجة لإعمال التفكير الجاد في أن نتخذ “فيتو” سوداني داخلي ننسف وننقض به ممارساتنا السياسية ونغادر عبره محطات التردد والتقليل من مكانتنا ومواردنا وموقعنا الإستراتيجي ونصنع علاقات خارجية قوية تمكننا من بناء دولتنا والنهوض بها.
*مافعلته روسيا ينبغي أن يكون بوصلة لتحديد وجهة علاقاتنا الخارجية ومعرفة العدو من الصديق.
*علينا أن نتجه شرقأ وبقوة، موسكو أتجهت نحونا خطوات كبيرة ويلزم أن نخطو نحن كذلك لنلحق بها ونفتح أبواب العلاقات الإستراتيجية معها بلا سقف، إقتصادياً ودبلوماسياً وعسكرياً ونستفيد من الموقع الجيوسياسي للسودان وأن لانتردد في منح روسيا القاعدة العسكرية على البحر الأحمر والتعاون الإقتصادي معها في مجال تطوير الزراعة والتعدين والطاقة والكهرباء والأهم بناء وتطوير قواتنا المسلحة وتسليحها بكل الأسلحة الحديثة التي تمتلكها موسكو.
*روسيا قامت بموقف مشرف وهي تتخذ هذا القرار القوي كأول فيتو لصالح السودان في التاريخ القريب من داخل مجلس الأمن ضد القوى الغربية، وموقف موسكو يستحق أن تقابله مواقف قوية بتطوير العلاقات معها.
*الحرب على السودان صنيعة غربية بتمويل أماراتي ودعمته الدول الإستعمارية بإستغلالها للمؤسسات الدولية للتغطية على الجرائم والإنتهاكات والتدمير. *إنتظار وعود السراب الغربي سبب مانحن فيه من أزمات ولا نملك المزيد من الوقت لنهدره في التردد فالخطر الوجودي يحيط بنا والبقاء للأقوياء.
*هذه الخطوة الروسية تعد انتصاراً للسودان وللصداقة وتعبر عن موقف أخلاقي في وقت غابت فيه القيم والأخلاق عن هذه المؤسسات الخاضعة للهيمنة الغربية.
*مجدداً شكراً روسيا ويكفي مشروع القرار “المجغوم” بؤساً أن من وقف خلف إعداده بريطانيا بكل تاريخها الإستعماري البغيض، وحاضرها المحتشد بالتآمر والتدخل السالب في شأن السودان منذ اعتصام القيادة والى خطاب إستقدام بعثة فولكر الذي كتبه سفير ملكة بريطانيا ومرره لحمدوك للتوقيع وأجر المناولة والمقاولة.
*ويكفي المشروع المباد سوءاً أن من غضبوا لتعطيله،الولايات المتحدة وفرنسا والإمارات.
*ويكفي المشروع المدحور خبثاً أن تحالف “تقدم” والمليشيا نصبوا سرادق العزاء عليه فور نزع موسكو أنبوب التنفس الموصول لإنقاذ عملاء الداخل والكفيل الخارجي.
*ويكفي أن السواد الأعظم من السودانيين فرحوا “بالفيتو” الروسي ماعدا فئة قليلة منبوذة أدمنت الوقوف على الضفة الأخرى الموازية لخط الوطن وشواغل المواطن.