ايمن كبوش يكتب … والي الخرطوم ورماة الحدق.. !
قلت له: حتى لا نكون مثل (رماة الحدق) الذين خالفوا تعليمات النبي عليه الصلاة والسلام (يوم احد)، وبارحوا أماكنهم من عند الجبل تسابقاً لاحتفالات النصر ولحظات جمع الغنائم، فألتف خالد بن الوليد على جيش المسلمين وكبدهم خسارة كبيرة، حتى لا نكون مثلهم كما ورد في السيرة العطرة، وفي ذلك دروس وعبر محفوظة في سفر التاريخ، ينبغي أن تُراجع الدولة، وخاصة والي الخرطوم، الاستاذ احمد عثمان حمزة، بعض مظاهر الاحتفالات التي تنتظم بعض الأماكن الآمنة التي ينعم فيها المواطن بالاستقرار، لأن أماكن التجمعات في الشوارع العامة وأمام المحلات، سوف تظل اهداف مشروعة للمليشيا الارهابية المتمردة التي يغيظها جدا أن ترى المواطن آمنا في سربه يملك قوت يومه، لذلك تستهدفه بالتدوين من منطقة بحري، وبحري على مرمى أقل من أربعين كيلومتر من المسافة التي تفصل ما بين منصات المليشيا الارهابية، واقرب وجود للكثافة السكانية في المناطق التي تقبع تحت سيطرة الجيش.
نحن بهذا المكتوب التحذيري، نطالب والي الخرطوم تحديدا بوقف مظاهر الاحتفالات وصيوانات الخطب الحماسية لأن المعركة لم تنته بعد، وكذلك التجارب أثبتت بأن خطر التجمعات اكبر على المواطنين والمسئولين على حد سواء حيث اختارت المليشيا هذه الوسيلة الجبانة لتهجير المواطنين وتصدير عدم الاحساس بالأمان حتى في المناطق الآمنة، ويكفي أن حفل تخريج ضباط الكلية الحربية الذي شرفه القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في منطقة ينبغي أن تكون حصينة مثل جبيت، لم يسلم من الاستهداف بمسيّرة كادت أن تفسد فرحة المتخرجين بتخرجهم من عرين الابطال ومصنع الرجال وفرحة السودان عموم بتأمين القائد العام الذي نجا من الموت في عدة محاولات سابقة.
لا يكفي، ايها السادة، أن يخرج اعلام الجيش في كل مرة ليبث الطمأنينة في نفوس أهالي ام درمان بأن المدفع 120 أو الراجمة 40 دليل قد تم تحييدهما تماما، طبيعي ان يصدق المواطن هذه الرواية على صدى غياب التدوين لأيام واسابيع وربما اشهر، ثم يعود افظع مما كان كما حدث في الثورة الحارة 17 قبل يومين، عندها لن تكفينا (الولولة) المكرورة عن المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنسان، لأن هذه مؤسسات الدولية صماء وعمياء لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم، حيث ترى ما تريد أن تراه وتسمع الذي يرضيها لا الذي يرضي البسطاء في السودان الذي أضر به العملاء من بني جلدته أكثر من عملاء الخارج الذين لم يجدوا ما يشجعهم على انتهاك سيادة السودان الا بعد نجاحهم في تجنيد المأجورين من أمثال حمدوك وخالد سلك وطه عثمان اسحق وعلاء الدين نقد ومن لف لفهم وتلقى اجر عمالتهم.
ليس أمام الجيش من خيار عملي وموضوعي يعيد الامان إلى رحاب ام درمان وكل ربوع السودان، إلا أن يسرع خطواته نحو الحل العسكري الباطش الذي كلما تم احراز نصر على ميدانه الفسيح، كلما أطل علينا غول الابطاء الذي دفع كلفته العالية الشعب السوداني واولئك الجنود الذي مهروا بطولاتهم النادرة بالدماء الغالية واشلاء الأجساد المتناثرة على أرض الوطن.
اوقف الاحتفالات يا والي الخرطوم وكل مظاهر التجمعات التي لا تسندها الضرورة، وانت شخصيا عايشت هذه الظروف الصعبة في كرري وتعرف تماما هذا الاحساس، عليك أن تجنب المواطنين هذه الانتهاكات بضوابط صارمة تجفف مكامن الاكتظاظ حتى وإن شملت هذه الضوابط المركبات العامة فلن نحن لن نصدق ابدا ابدا، فرية التدوين العشوائي، بل هو تدوين ممنهج وهناك من يعاون عليه من قلب الحدث في ام درمان.