محمد عبدالقادر يكتب .. الزواج السري …عندما (كسر حميدتي أعين القحاتة)
علاقة “الزواج السري” بين القحاتة والدعم السريع قديمة، اتفاق أديس الموقع بين الطرفين في الثاني من يناير الماضي، وما تبعه من تفاهمات لاحقة، لم يكن سوى إشهار للعلاقة الآثمة بين الطرفين، التي (هندست) لمعركة تدمير السودان وإذلال شعبه العزيز الكريم.
أراد الطرفان، قحت والمليشيا، من “زواج المصلحة” تعويض النقص الملازم لتركيبة كليهما، حميدتي كان يبحث عن “الحاضنة السياسية” ورضاء الشارع الذي يكرهه كراهة التحريم، بينما هدفت “قحت”، التي تم إغواؤها واستدراجها إلى غرف الجنجويد -مثل العاهرات- بالمال والذهب وإغراءات استعادة الحكم السليب، هدفت إلى الاستعانة ببندقية حميدتي في سعيها للعودة إلى حكم السودان ،وظنت أنها، وبعد أن أطاح بها البرهان ولفظها الشارع الذي خرج يردد: “بي كم بي كم بي كم، قحاتة باعوا الدم”، ستدخل القصر الجمهوري “مردوفة” على ظهر مليشيا الدعم السريع ،ولكن هيهات
أدرك الشعب السوداني بفطنته وذكائه المعهود منذ وقت طويل أن انقلاب حميدتي على إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر التصحيحية ،وحماسه للاتفاق الإطاري، لم يكن إلا من باب الترتيب لمرحلة الانقلاب على السلطة الحاكمة في الخامس عشر من أبريل العام الماضي، جاءت التطورات السابقة للانقلاب، وقصة الشريحة التي جمعت قيادات قوى الحرية والتغيير مع عبد الرحيم دقلو في “الليلة ديك” التي سبقت تحرك المليشيا نحو مقر سكن الفريق أول البرهان، وما أظهرته قيادات قحت بعد ذلك من تواطؤ مع التمرد، وصمت ومباركة لجرائمه ضد الشعب السوداني، كل هذه التطورات جاءت معززة ومؤكدة لقناعة راسخة أصلاً بوجود اتفاق بين الطرفين على إشعال التمرد، وقد هددوا قبلها، كما هو معلوم، بـ”الإطاري أو الحرب”.
بالأمس كشف عضو لجنة التمكين عن أسرار خطيرة وفضائح بالجملة أجهزت على ما تبقي من سمعة قيادات قحت السيئة أصلاً، وأطلقت عليها رصاصة اللعنة التي لن تكون الأخيرة، قدمت هذه الفضائح أدلة تفسر صمت القحاتة على جرائم الجنجويد الشنيعة.
“لايف” عبد الله سليمان، ابن لجنة التمكين وسليل غرف أسرارها وفضائحها، وفر التفسيرات المطلوبة للطريقة التي كسر بها حميدتي قيادات تنسيقية تقدم”، الاسم المستحدث لـ”قحت”، وإذا عرف السبب بطل العجب، فقد كنا نعلم كل شيء، ولكن شهادة شاهد من أهل التمكين قطعت قول كل خطيب، ووفرت حيثيات كافية لتأكيد قناعات الشعب السوداني بأن “القحاتة قبضوا الثمن”،وأنهم لن يستطيعوا أن يقولوا “لا” لحميدتي مهما فعل في الشعب السوداني وطغى وتجبر وارتكب من الموبقات، لأنهم ببساطة “قبضوا الثمن”.
يقول عبد الله سليمان في “لايف كشح الحلة” إن “الدعم السريع هو الذي دفع اموال بناء المقر الجديد لحزب ياسر عرمان،،وأنه سلم عربيتين جديدتين (بوكس دبل كبين) لكل من عرمان وطه عثمان إسحاق، وأن المدعي الكذاب الأشر صلاح مناع كان يعمل في الدعم السريع في وظيفة مساعد القائد”، ويمضي عبد الله في إفاداته الفضائحية، التي تعبر عن معنى “ضرب الظالمين بالظالمين”، أن لجنة التمكين سلمت الدعم السريع كل المؤسسات التي تم الاستيلاء عليها في العاصمة بتعليمات مباشرة من صلاح مناع، وتم إقناع الثوار بأن الدعم السريع صار جزءاً من لجنة التمكين.
لم يكن غائباً عن السودانيين وضاعة قيادات قوى الحرية والتغيير وهم يبيعون الشعب والوطن لـ”عصابة آل دقلو” المجرمة ويقبضون الثمن مقدماً – وما أبخسه! – ويضعون الأموال في جيوبهم قبل أن يشعلوا النار في كل البلد من أجل العودة إلى السلطة محمولين على دبابة الدعم السريع.
الآن عرفنا السبب وبطل العجب، بعد أن وفر عبد الله سليمان، عضو لجنة التمكين، إدانة واضحة قدمت تفسيراً للتواطؤ الذي أظهرته قيادات قحت مع ممارسات الدعم السريع، ووضحت حجم العمالة والتواطؤ ومستوى الندالة، التي بدأت باقتسام “فراش الخيانة”، ثم تطورت إلى “زواج عرفي”، قبل أن يتم إشهاره للعلن لتغطية حمل سفاح
بفعل كل ما تقدم، صمتت “تقدم” وقياداتها عن إدانة جرائم المليشيا، واتخذت موقفاً عدائياً صارخاً تجاه الجيش الذي يقاتل من أجل حماية البلد وشعبها وحدودها وسيادتها الوطنية.