عاصم جميل يكتب … اظهر كان تقدر
الانتصارات المتوالية للقوات المسلحة والهروب الكبير للمليشيا يؤكد عزم الجيش على إنهاء الحرب لصالحه بعد ما يقارب عامين عشنا فيها ألواناً من الألم ورأينا فيها فظائع من الجنجويد لم تكن متوقعة حتى في أبشع سيناريوهات أفلام الرعب.
أثبتت القوات المسلحة احترافيتها التي ستعيد تموضعها بين جيوش العالم بعد دحر أكبر موجة تمرد في القرن مسنودة بدول عظمى وصغرى.
الترقي العالي للجيش والكتائب المساندة له والظاهر في التقدم المستمر منذ أشهر والذي تلمسه حتى في طريقة الزي والتسلح والمعنويات تثبت أن المؤسسة العسكرية كسبت أكثر مما خسرت في حرب أريد بها تدميرها وستخرج أقوى وأشرس وأكثر حكمة .
متعاونو الداخل والخارج بدأوا في عض أصابع الندم على اصطفافهم الخاطئ ولات ساعة مندم .
نلاحظ في كل فيديوهات الانتصارات منذ جبل موية وحتى ام روابة ورفاعة أن كل الجنود والأبطال يكررون عبارات مثل (حدنا دارفور) و ( الفاشر لن تقاتل وحدها) مما يدل على وطنية عميقة وشوق متجذر لاستئصال المليشيا من جذورها وقطع شأفتها حتى في عمق معاقلها.
من يظن أن السودان يسهل تقسيمه وأن دارفور ستصبح معقلاً للمليشيا وأن أبناء الوسط والجلابة وجيش الفلول سيكتفي بانتصارته فقط في الجزيرة وكردفان ويترك دارفور مرتعاً للتمرد فليراجع حساباته وليعيد التفكير فالكل عازم على إبلاغ الأمر إلى نهايته ولم ينس أحد مجازر الجنجويد في دارفور .
يكتفي قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بالتحام عفوي مع قواته وشعبه في مناطق حررت للتو دون كلام أو تصريح في رسالة ذكية تقول: أنا هنا بلحمي وعظمي فهل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يصافح جنوده كما أفعل؟! اظهر كان تقدر!!