
انتشرت مثل انتشار النار في الهشيم تسريبات (الغرفة المغلقة) ما بين البرهان وبعض القوى السياسية التي لم يجد بعض (الصواتين) منها، غير ما قاله الرئيس عن المؤتمر الوطني، احتفوا به باعتبار أن خصمهم القوى صار خارج اللعبة السياسية ومادروا بأن البرهان نفخ الروح في الحزب الذي كان… و…. (برضو دي فرصة.. شايفين اخوانا كثيرين.. بتجاذبوا الان المواقف السياسية.. وبالذات المؤتمر الوطني.. ونحن دي فرصة عشان نديهم رسالة واضحة.. هي إذا انتوا وطنيين ويهمكم أمر البلد ابعدوا عن المزايدة الآن.. مافي زول بديكم فرصة تانية عشان تجوا تقولوا بتحكموا على دماء واشلاء السودانيين ويكون مافي فرق بينكم وبين قحت ولا تقدم)… هذا الحديث مجتزأ من الخطاب الذي أدلى به الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي والقائد العام للقوات المسلحة، أمام بعض القوى الوطنية التي سلمته وثيقة سياسية ببورتسودان امس.
لن نقول إن السيد الرئيس لم يكن موفقا فيما ذهب إليه، على خلفية ردود الأفعال الغاضبة من قاعدة المؤتمر الوطني في (السوشيال ميديا)، ولكنا سوف نأخذ الجزء الإيجابي مما صرح به، وإن كنت أرى أن ما ذهب إليه البرهان بخصوص أعداء الوطن من السياسيين يعتبر حديثا مهما بإمكاننا أن نبدأ به اولى خطوات التعافي الوطني، لأن هذه البلد ليست ملكا للبرهان ولا الجيش ولا القوى السياسية ولا الاحزاب، بل هناك شعب علينا أن نتركه آمناً في سربه ثم نعطيه حريته لكي يقرر.
لن يجد حزب المؤتمر الوطني، اجمل مما قيل في حقه وهو يمثل (اعتراف وجودي عالي القيمة)، لم يحصل عليه طوال سنوات الجفاف والكساح السياسي، ومن من ؟! من لسان الرئيس الذي أوجدته (ثورة ديسمبر المدعاة).. ! إذن ليس هناك اجمل مما يمكن أن يُجيّر لصالح الحزب الحاكم السابق الآن، وذلك لما نعرفه عن حالة (البغض المكتوم) ما بين الطرفين، وليس هناك اجمل من أن يقول البرهان (بعض اخوانا من ناس المؤتمر الوطني).. دون أن يرفق ذلك بالعبارة المقبورة (المحلول)، مما يعني أنه قد مضى زمن (عدا المؤتمر الوطني) وهي العبارة التي كانت شائعة في سنوات التيه السياسي والاستغفال.
ماذا يريد المؤتمر الوطني، افضل مما قاله البرهان أمام حشد من معارضيهم مما يؤكد بأنهم الاقوى، خصوصا وأن الحزب أعلن مبكرا، دونا عن كل الأحزاب، بإنه لن يشارك في أي مرحلة انتقالية وبينه والسلطة صناديق الانتخابات.. ؟ هاهو البرهان اذاً يفتح الباب على مصراعيه لإدراك هذه الغاية، أما قصة العفو عن كل من حمل السلاح، ونفض يديه من التمرد وخصوصا أحزاب تقدم، فهذا اعلان كان ينبغي أن يُفرح الإسلاميين أكثر من غيرهم لأن الايام ربما تجمعهم مع خصومهم الهزيلين على شاكلة خالد سلك ووجدي صامولة ومحمد الفكي سليمان، على أرض واحدة هي أرض السودان، هي أمنية عزيزة ينتظرها الشعب السوداني كله، فلمٓ يتخلف الإسلاميون، فهؤلاء المطاريد يتحاشون الان التواجد امام أي تجمع يجعلهم في صدام مع المواطنين العاديين، فلم تخشونهم وقد غاب عنهم السند ووفر لكم البرهان ميدانا فسيحا للمبارزة السياسية فهل بالإمكان أن يصمد خالد سلك في مواجهة علنية أمام شهاب برج أو النيل الفاضل في أي شارع من شوارع السودان.. ؟!
نحن نطالب جميع الرافضين لفكرة المصالحة، بتشجيع خطوات البرهان في العفو، منها نقلل خسائر الحرب وامدها، ومن جهة أخرى نلحق بما تبقى من مقدرات البلد، ومن جهة أخبث شوية: (اي سياسي تاني موجود في البلد دي يعرف حجمو…. خلوهم يجوا لكي نتعارك جوه بلدنا بدل يكونوا مثل الكلاب المسعورة في شوارع الخارج..)
اخيرا.. أصدر حزب المؤتمر الوطني (غير المحلول) بيانا محترما وأد به الفتنة مؤكدا على وقوفه مع القوات المسلحة وقائدها العام.. شفت الناس ديل شفوت كيف يا برهان ؟