مقالات الرأى

أيمن كبوش يكتب … (حجوة العقوبات الأمريكية)

تابعنا على واتساب

قلت له: ما من أحد، في سودان (التكرار الذي يعلم الشُطار) لا يعرف الأسباب الحقيقية التي تقف وراء خضوعنا للعقوبات الأمريكية.. ولكن من فينا الذي يجرؤ على التذكير والقول: (أدركت كنهها طيور الروابي.. فمن العار أن تظل جهولا).

في الرابع من سبتمبر من العام 2019 جاءت للمرة الألف سيرة هذه العقوبات الأمريكية.. فأردت التعليق، مثلي مثل غيري، فكتبت: (بُعيد احتفالنا العفوي بإعلان الرفع الجزئي للعقوبات الأمريكية على السودان.. تلك العقوبات التي اتخذتها الحكومة السابقة مشجبا لتعليق كل فشلها المقيم.. كتبت، وقتها، وقلت إن حكومتنا الرشيدة.. المجيدة.. أقامت الدنيا ولم تقعدها بتلك (العقوبات الأمريكية البليدة) التي استمرت لما يقارب العقدين من الزمان.. فكانت هي الشماعة الجاهزة لامتصاص الصدمات الاقتصادية المستحكمة.. وهي حائط المبكى الذي تعلق عليه كل الأخطاء الجسيمة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والرياضة..).. ثم أضفت في ذات الموضوع وقلت: (دار الزمان دورته.. وراحت العقوبات الأمريكية لحالها لتضع الدولة أمام امتحان صعب.. لأن الجنيه السوداني لن يعود (أهيف) كما كان.. لن ينهض مشروع الجزيرة.. ولن تعود السكة الحديد إلى مجدها القديم.. ولن تعود الكرة السودانية إلى محطة جيل سبعين.. ولن يتحقق مجتمع الكفاية والعدل مثما كان في زمن الفاروق.. وقتها سيكتشف الحالمون ببدايات جديدة وأحلام سعيدة بأن الحكاية مجرد (طق حنك) بين علماء الاقتصاد الذين صدعوا رؤوسنا بالاستراتيجية القومية الشاملة والشعارات الزائفة وأنه لا شيء سيتغير إلى الأفضل ما لم يتغير عباقرة الاقتصاد الذين جثموا على الصدور طويلاً وإعدام السياسيين (العاطلين عن العمل).. وأخيرا ختمت مقالي غير المتفائل ذاك بقولي: (سيصحو المجتمع غدا ليكتشف بأن العقوبات الأمريكية لا علاقة لها بضعف الناتج المحلي في السودان.. لا في الزراعة ولا الصناعة ولا الأخلاق.. لا علاقة للعقوبات بكل ما كان يعاد ويستعاد بأنه كان سبباً في معاناة هذا البلد وإفقار الشعب.. لأن هذه العقوبات ليست أوقع ضررا على الشعب من غول الفساد.. أيامها تطاول ليل “السكرة” مع الاحتفالات فغابت (فكرة) أن الحكومة كانت تضحك على المواطنين وتخفي الأسباب الحقيقية للفشل الذي نخشى أن يستمر بما ورثناه من ممارسات وتصريحات من النظام السابق.. لم لا…؟! إذا كان محمد حمدان دقلو “قائد قوات الدعم السريع وعضو المجلس السيادي الانتقالي” مازال (يحجي) عساكره عن “الخلايا النائمة” التي تتربص بالدولة السودانية.. دع عنك الخلايا النائمة يا سيدي العضو السيادي.. وحدثنا عما فعلته “الخلايا الصاحية” وتصورها للفترة الحالية وتحدياتها الكبيرة.. دع الخلايا النائمة في نومها لأنه إن كان بها عمار كان سيصب مباشرة في صالح تجربة الإسلاميين في الحكم لا وبالاً عليهم كما يبدو في المشهد الآن.. فالخلايا النائمة لم تعبث في الوثيقة الدستورية بالتزوير أو التحوير.. لم تؤجل إعلان حكومة الفترة الانتقالية.. لم تؤجج نيران الصراع في حاضرة الساحل بين البني عامر والنوبة.. لم تطرد وفد الحرية والتغيير بقيادة الأصم وخالد سلك من الفاشر.. لم تتجاهل تضمين اتفاق أديس مع الجبهة الثورية في الوثيقة الدستورية.. لم تتواطأ مع معالي الدكتور حمدوك لكي يرفض أغلب قوائم المتقدمين من ترشيحات قوى التغيير لملء مقاعد وزراء الفترة الانتقالية.. وهناك أكثر من (لم) تؤكد بأن الخلايا النائمة لم تفعل إلا ما يبقيها في خانة (خليهو يا عديلة.. النومة دي بتريحو).. اللهم إلا إذا كان محمد حمدان دقلو يريد أن يحاسبها بالنوايا ويصنع منها مشجبا جديد لتعليق فشل الفترة الانتقالية.. لذلك نطالبه بالتركيز مع “الخلايا الصاحية” من شركاء الفترة الانتقالية قبل أن يدركهم الوقت ليؤكد لهم بأنهم عاجزون حتى عن صيانة الفشل الذي خلفه البشير.)…

أعود وأقول إن الأزمة الحقيقية (عندنا).. نعم عندنا نحن لا عند امريكا ولا عند اسرائيل.. الأزمة داخلية ويجب أن نحلها، حلا نهائيا، ثم نخرج للخارج بالجديد المفيد، لأن شعارات (ام ضريوة تحذر امريكا) لم تكن صالحة لاي زمان ومكان.. !

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى